كأنما يغري في صدري، وكذا أحسبه في رواية النسفي أي: يلصق بالغراء، كذا رواه بعضهم وفسره، وعند القابسي والأصيلي وكافتهم: فيه يقرأ بالقاف من القراءة، وعند أبي الهيثم: يقرى كأنه من الجمع من قولهم: قريت الماء في الحوض، إذا جمعته، والأول أوجه. قوله: في غسل المرأة ثلاث إفراغات، كذا لهم، وعند ابن ماهان: اغرافات، وهو وهم. في كتاب البخاري، في باب صفة أهل كذا الجنة وأهل النار: أصابه غرب سهم، كذا لرواته إلا ابن السكن، فعنده سهم غرب، وهو الصواب المعروف، لكن قد يصح أن يقال في الأول إصابه غرب سهم على البدل، وقد فسرناه.
قوله: في محاجة الجنة والنار. وقول الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرثهم: بفتح الغين والراء وبناء مثلثة، كذا لكافة رواهُ مسلم في حديث عبد الرزاق، ومعناه قريب من قوله: ضعفاؤهم أي: مجاويعهم، والغرث: الجوع كما قدمناه، وفي رواية الطبري: وغرتهم: بكسر الغين وشد الراء وبتاء باثنتين فوقها ومعناه: أهل الغفلة والبله منهم، كما قال في الحديث الآخر: أكثر أهل الجنة البله أسماهم باسم المصدر، والغرة: البله والغفلة.
[الغين مع الزاي]
[(غ ز و)]
قوله: كان إذا استقبل مغزى: بالفتح
مقصور، ومغزاة أيضًا: موضع الغزو، وجمعه مغازي، ومنه إذا بلغ به رأس مغزاته، وتكون أيضًا الغزوات أنفسها، والغزاة والغزى والغزى واحد، جمع غاز.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: في حديث كعب بن مالك في رواية سلمة بن شبيب: ولم يتخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة غزاها قط غير غزوتين، وذكر الحديث. وفي رواية العذري: غير غزوة تبوك، وذكر الحديث وكلاهما صحيح، والأظهر رواية العذري لأن في الحديث الآخر قبله، إلا غزوة تبوك، غير أني تخلفت في غزوة بدر، وذكر الحديث فالأظهر أنه أحال عليه، وعلى الرواية الأخرى فهي غزوتان، وكذا جاء في كتاب التفسير في البخاري: غير غزوتين: غزوة العسرة وغزوة بدر. في غزوة خيبر في حديث التنيسي: وكان إذا أتى قومًا بليل لم يغز بهم حتى يصبح، كذا بالزاي لأبي الهيثم: لم يغز بهم، والذي لغيره من رواة الموطأ: لم يغر حتى يصبح من الغارة وهو الوجه.
[الغين مع الطاء]
[(غ ط ط)]
قوله: فغطني أي: غمني ونحوه غتني في بعض الروايات، وهو حبس النفس مدة وإمساك اليد أو الثوب على الفم، والخنق خنقًا. يقال في كله: غته يغته. ويقال: بالطاء في الخنق وتغييب الرأس في الماء.
وقوله: له غطيط، وحتى سمعت غطيطه. قال الحربي: هو صوت يخرجه النائم مع نفسه.
وقوله: والبرمة تغط أي: تغلي، ولغليانها صوت.
[الغين مع اللام]
[(غ ل ب)]
قوله: إن رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي، هذا استعارة لكثرة الرفق والرحمة، وشمولها على العالمين فكأنها الغالب، ولذلك يقال: غلب على فلان حب المال، وغلب عليه الكرم، والغالب عليه العقل، أي: أكثر خصاله أو أفعاله، وإلا فغضب الله تعالى ورحمته، صفتان من صفاته راجعتان إلى إرادته ثواب المطيع وعقاب العاصي، وصفاته لا توصف بغلبة إحداها على الأخرى، ولا يسبقها لها لكنها استعارة على مجاز كلام العرب وبلاغتها في المبالغة.
وقوله: في باب سقاية الحاج: لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه، يريد
يقتدي بي الناس في استقاء الماء للناس، فيغلبونكم على سقايتكم ومنقبتكم من ذلك.
وقوله: لن يشادَّ هذا الدين أحد إلا غلبه بتشديد الدال، ويروى برفع الدين ونصبه ومعناه: ذم التعمق والغلو في الدين.
وقوله: إلا غلبه أي أعياه غلوه، وأضعف قوته ومله وتركه، ويفسره قوله: اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يملّ حتى تملوا.
وقوله: