للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مغيب الشمس. وقول البخاري في تفسير قوله ﴿حَمِيمًا وَغَسَّاقًا﴾ [النبأ: ٢٥]، غسقت عينه، وغسق الجرح، كان الغساق والغسيق واحد ولم يرد، ومعناه: إن غسقت عينه إذا سألت. وقيل: إذا دمعت، وغسق الجرح إذا سال منه ماء أصفر، يريد أنهم يسقون ذلك. قال السدي: هو ما يغسق من دموعهم يسقونه مع الحميم. وقال أبو عبيدة: هو ما سال من جلود أهل النار. قال غيره: من الصديد. وقيل: الغساق البارد الذي يحرق ببرده، وقرئ بالتخفيف في السين والتشديد. قال الهروي: فمن خفف أراد البارد الذي يحرق ببرده. وقيل: غساقًا منتنًا.

وقوله: يغسل رأسه بالغسول: بفتح الغين، كذا رويناه اسمًا لما يغسل، كالسحور والفطور والوجور لما يفعل به ذلك، وهو كالأشنان ونحوه.

[(غ ش ش)]

قوله: في حديث أم زرع: ولا تملأ بيتنا تغشيشًا، تقدم ذكر الخلاف في روايته، ومعناه في حرف العين، وذكر الغش، وهي الخديعة وضد النصح، وَمَنْ غَشَّنَا أي: خدعنا وأظهر خلاف باطن أمره في البيع وغيره.

وقوله: لَيْسَ مِنَّا أي: ليس الغش من أخلاقنا. وقيل: ليس فاعل ذلك مهتديًا بهدينا، ولا مستنًا بسنتنا، لا أنه أخرجه عن اسم الإيمان.

[(غ ش ي)]

قوله: غشيان الرجل أهله: بكسر الغين كناية عن الجماع. ومنه قوله تعالى ﴿فَلَمَّا تَغْشَّاهَا حَمَلَتْ﴾ [الأعراف: ١٨٩] الآية، ولعله من التغطية. قال الله تعالى ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾ [الأعراف: ٥٤] أي: يغطيه، يقال منه: غشيت امرأتي وتغشيتها. قيل: هو من المباشرة.

وقوله: فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة أي: تجللته وغطته، ومنه: غشيتهم الرحمة، ومنه: فغشيها ألوان في سدرة المنتهى، وقد يكون هنا من الغشيان الذي هو القصد والمباشرة.

وقوله: حتى تغشى أنامله في بعض روايات حديث: مثل المتصدق والبخيل أي: تغطيها وتسترها.

وقوله: وهو متخش بثوبه أي: مستتر به، وكل ما ستر به شيء فهو غشاء له.

وقوله: بلى فأغشنا به أي: اقصدنا وباشرنا. ومنه قوله: فلا يغشنا في مسجدنا.

وقوله: وإن غشينا من ذلك شيئًا أي: ألممنا به وباشرناه، وغاشية الرجل الذين يلوذون به ويتكررون عليه.

وقوله: ولم يغشهن اللحم أي: يباشرهن ويكثر بهن، وما لم تغش الكبائر أي: تُؤْتَ وتباشر.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث الكسوف: وقد تجلاني الغشي، كذا ضبطناه عن أكثرهم في الأمهات: بفتح الغين وكسر الشين وتشديد الياء، وكذا قيده الأصيلي، ورواه بعضهم: الغشْي بسكون الشين وتخفيف الياء وهما بمعنى. يريد الغشاوة. يقال: بالفتح والكسر، وحكى بعضهم: على بصره وقلبه غشاوة: بالضم. وقال ابن الأعرابي: ويقال: غشوة وغشوة وغشوة، وأصله من الغطاء وكل شيء غطى شيئًا فقد غشيه وهو غشاء له، ورويناه عن الفقيه أبي محمد، عن الطبري العشي وليس بشيء.

وقوله: في حديث سعد: فوجده في غشيّة: بكسر الشين وشد الياء، كذا لرواة مسلم، وعند البخاري في غاشية. قيل: معناه من يغشاه من أهله وبطانته، ويدل على صحة هذا التأويل قوله في الحديث بعد هذا، فتفرق قومه عنه. وقيل: معناه الغشاوة، وقد

رواه لنا الخشني في غشْيه بسكون الشين وتنوين التاء آخره. وقال لنا أبو الحسين: لا فرق بين غشيه وغشيه. وقال الخطابي: وقوله في غاشيه: يحتمل من يغشاه من الناس، أو ما يغشاه من الكرب، وتقدم في حرف العين قوله في سدرة المنتهى، وغشيها ألوان، والخلاف فيه والوهم.

[الغين مع الواو]

[(غ و ث)]

قوله: في حديث هاجر: هل عندك غواث: بالفتح للأصيلي، وعند أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>