للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كساء غليظ بين الكساء والعباء، وقال ابن قتيبة: وذكر عن الأصمعي إنما هو منبجاني منسوب إلى منبج، ولا يقال: أنبجاني وفتحت الباء في النسب

أخرجوه مخرج منظراني ومخبراني، قالوا: وهي أكسية تصنع بحلب فتحمل إلى جسر منبج قال الباجي، وما قاله ثعلب أظهر لأن النسب إلى منبج منبجي، قال القاضي : النسب مسموع فيه تغيير البناء كثيرًا فلا ينكر ما قاله أئمة هذا الشأن لكن هذا الحديث المتفق على نقل هذه اللفظة فيه بالهمز تصحح ما أنكروه.

[(أ ن ت)]

قوله: في الخبر في قول إبليس لرسوله: نعم أنت. قيل: هو من المحذوف الموجز الذي يدل عليه الكلام، أي أنت الذي جئت بالطامة، وقد يكون معناه أنت الذي أغنيت عني وفعلت رغبتي، أو أنت الحظي عندي المقدم المعول عليه من رسلي وخلائفي والمحمود، أو أنت الشهم والجذل وشبه هذا، ويدل عليه قوله آخر الحديث: ويدنيه إليه فيلتزمه.

وقوله: أنت من يشهد معك. نذكره [بعد] في فصل الخلاف كذلك.

[(أ ن ث)]

قوله في الزوجين: آنثًا بإذن الله. بمد الهمزة أي أنسلا أنثى، وكذلك في الحديث الآخر: أذكر وآنث مثله، أي جاء بذكر أو أنثى.

[(أ ن ن)]

قوله: يئن أنين الصبي. أي يصوت صوتًا ضعيفًا مثل صوته، والأنين الصوت كصوت الصبي والمريض.

وقوله: وأنَّى بأرضك السلام. أي من أين بأرضك السلام، ومثله قوله في التسليمتين في الصلاة: أنَّى علقها. أي من أين أخذها، وأنَّى تأتي بمعنى أين، وبمعنى كيف، ومنه قوله : نورٌ أنَّي أراه. أي كيف أراه وقد حجب بصري النور، وكذا في حديث زيد بن عمرو بن نفيل: لا أحمل من غضب الله شيئًا وأَنَّى أستطيعه. كذا هو صوابه بتشديد النون، أي كيف، ورواه أكثر الرواة: وأنا مخففًا، وله وجه على طريق التقرير أي أنا لا أستطيعه، وتأتي بمعنى مع، فأما أنا المخففة فهي اسم للمتكلم عن نفسه وأصلها أن بغير ألف، قال الزبيدي: فإذا وقفت زدت ألفًا للسكوت. قال الله تعالى ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ﴾ [طه: ١٢] التلاوة بغير ألف.

فصل في بيان مشكل ما وقع فيها من إِنَّ وأَنَّ وإِنْ وأَنْ وما اختلف فيه من ذلك

اعلم أن هذه الصيغة جاءت في كتاب الله وحديث رسوله وأصحابه وكلام العرب

وأشعارهم بألفاظ مختلفة ولمعان كثيرة، فإنَّ بالكسر والتشديد حرف تأكيد، ويكون بمعنى نعم، وبفتح الألف مشددة للتأكيد أيضًا وهو أعمّ من المكسورة، وإنما تكسر لخمس قرائن: إذا جاءت مبتدأة، أو بعد القول أو الحكاية، أو كان في خبرها لام التأكيد، أو إذا وقعت بعد الاسم الموصول، أو بعد القسم وقد فتحها بعضهم هنا، وأصله كله أن يأتي ما بعدها مبتدأ أو في معناه، وتأتي أَنَّ أيضًا المفتوحة المشددة بمعنى لعل، وإذا كانت مكسورة الهمزة مخففة كانت جحدًا بمعنى ما، وتكون زائدة بعد ما النافية، وبمعنى الذي ومخففة من الثقيلة فترفع ما بعدها، ومن العرب من ينصب بها وتكون شرطًا. وأَنْ مفتوحة مخففة تكون بمعنى أي، وتنصب الفعل بعدها وتكون معه اسمًا، وتكون زائدة بعد لما، وتأتي بمعنى مِنْ أَجْلِ.

قوله: حتى يظل الرجل إنْ يدري كم صلى. كذا لجمهور الرواة والأشياخ بكسر الألف، وهو الصواب ومعناها هنا: ما يدري، وضبطه الأصيلي بالفتح وابن عبد البر وقال: هي رواية أكثرهم قال: ومعناها لا يدري، وليس بشيء وهو مفسد للمعنى لأن إِنْ هنا المكسورة بمعنى ما النافية، والجملة في موضع خبر يَضِلَّ. وفي رواية ابن بكير والتنيسي: لا يدري مفسرًا

<<  <  ج: ص:  >  >>