للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأزهري: والخضر هنا ضرب من الجنبة، والجنبة ما له أصل غامض في الأرض، فالماشية تشتهيه وتكثر منه، لأنه يبقى فيه خضرة ورطوبة بعد يبس البقول وهيجها واحدته خضرة، وكذلك قوله في المال: خضرة حلوة أي: ناعم هنيء مشتهي، يشتبه بالمراعي الشهية للأنعام، وعلى رواية: خضرة فعلى معنى تأنيث الدنيا أي: الفتنة بها أو تأنيث المشبه بها، كما تقدم أي: كالخضرة. وقال

ثابت: معناه أن المال شهي كالبقلة الخضرة إلى المال يأكلها. وقال أيضًا: الخضرة البقلة الخضراء التي تملت من الري أو يكون على الوصف على التذكير لمعنى فائدة المال كأنه قال: الحياة به أو العيشة فيه خضرة أي: ناعمة مشتهاة، أو أن الدنيا خَضِرَة حلوة، كما جاء في الحديث الآخر، وأما من روى: إلا آكلة الخضرة فصحيح المعنى، أي النبات الأخضر الناعم، وإن كانت الرواية الأولى أعرف. وفي حديث الثوم والبصل: أتي بقدر فيه خضِرات: بفتح الخاء وكسر الضاد منه جمع خضرة أي: يقول خضرة، كما جاء في الحديث الآخر فيه بقل، والعرب تقول للبقول: الخضراء، وضبطه الأصيلي خُضَرات: بضم الخاء وفتح الضاد.

وقوله: أبيحت خضراء قريش، كذا جاءت الرواية في مسلم بالخاء، وكذا ذكره البخاري أيضًا، ومعناه: جماعتهم وأشخاصهم وحالهم، والعرب تكني عن الخضرة بالسواد، وعن السواد بالخضرة، وعن الأشخاص بالسواد، ومنه سواد العراق أي: المعمور منها بالشجر. وقال الله تعالى ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾ [الرحمن: ٦٤] أي: شديدة الخضرة من الري. والأصمعي وغيره يقول: إنما تقول العرب: غضراهم بالغين المعجمة أي: خيرهم، والغضارة العيش الناعم، وفي حديث الخضر: أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز تحته خضراء، كذا للرواة أي: نباتًا أخضر غضًّا. وفي رواية الكسائي: خضراء وكلاهما صحيح، والفروة الأرض التي لا نبات فيها. وقيل: الحشيش اليابس. وفي الحديث الآخر: ورأى رفرفًا أخضر، الخضرة معلومة في الألوان ومثله: ﴿وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا﴾ [الكهف: ٣١] وفي رواية غير الأصيلي: رفرفًا خضرًا أي: أخضر، والعرب تقول: أخضر خضر، كما تقول: أعور عور، ولغيرهم خضراء والأول أشهر وأصوب.

وقوله: في قبر المؤمن: ويملأ عليه خضرًا أي: نعمًا غضة ناعمة، وأصله من خضرة الشجر.

وقوله: وفي تفسير الحنتم: الجر الأخضر. قيل: معناه المزفت الأسود من أجل ذلك، والعرب تسمي الأسود أخضر. وقيل: بل هو من خضرة اللون المعلومة، ويدل عليه قوله: الأخضر والأبيض.

وقول: رسول الله في كتيبته الخضراء يقال: كتيبته خضراء إذا علاها الحديد، وخضرته سواده.

[(خ ض ع)]

وقوله: في الملائكة خضعانًا لقوله أي: تذللًا على من رواه: بكسر الخاء، ويروى: بضم الخاء، وكذا ضبطه الأصيلي ويكون

بمعنى الأول وهما مصدر خضع كالكفران والوجدان، وقد يكون صفة للملائكة وحالًا منهم، وجوز بعضهم فيه الفتح والخضوع الرضى بالذل، وخضع لازم ومتعدَّ يقال: خضعته فخضع.

[الخاء مع الفاء]

[(خ ف ت)]

قوله: حتى خفت وقد خفت حتى صار مثل الفرخ ولا تخافت خفت سكن، وانقطع صوته، وخفت ضعف، وخافت مات، وتخافت إذا أسرّ كلامه ولم يرفع صوته، ويدل على صحة هذا قوله ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ [الإسراء: ١١٠] قيل: صلاتك. وقيل: قراءتك.

[(خ ف ر)]

وقوله: بغير خفير، ومن أخفر مسلمًا ولا تخفروا الله في ذمته: بضم التاء وإن تخفروا ذمتكم: بضم التاء أيضًا أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، والمسلم أخو المسلم إلى قوله: ولا يخفره، وكرهنا أن نخفرك. أخفرت الرجل لم تفِ بذمته وعذرته، وخفرته ثلاثي، وخفرته أجرته، والخفير: المجير

<<  <  ج: ص:  >  >>