أبي معاوية وابن نمير عن الأعمش فقال:"عن خيثمة عن الأسود قال: قال عبد الله: "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن".
وهذا إسناد صحيح متصل، وهو أرجح من الآخر لاجتماع ثقتين حافظين على روايته متصلًا هما: أبو معاوية - وهو أثبت الثلاثة في الأعمش - وابن نمير بل جاء عن محمد بن عبيد (٥٤) نفسه كروايتهما عند أحمد بن الفرات الرازي في "جزئه" كما في "المنتقى منه" للذهبي (٤/ ١ - ٤) كما في "الضعيفة" (١٥١٤).
ورواه ابن أبي شيبة (١٠/ ٤٨٥) عن أبي معاوية - وحده - عن الأعمش به، وعن وكيع عن سفيان بالسند الذى رواه به الحاكم من طريقه بلفظ: "العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور".
ورواه الطبراني في "الكبير" (٩/ ٢٥٢) من طريق أبي الأحوص - سلام بن سليم الحنفى - عن أبي إسحاق به، بلفظ: "القرآن والعسل هما شفاءان". وإسناده صحيح.
نعم، وجدت متابعة لزيد بن الحباب على الرفع لكنها واهية لا يلتفت إليها، فقد رواه ابن عدى (٣/ ١٢٥٣) من طريق سفيان بن وكيع، ثنا أبي عن سفيان، عن أبي إسحاق به مرفوعًا، وقال: "وهذا يُعرف عن الثورى مرفوعًا من رواية زيد بن الحباب، عن سفيان، وأما من حديث وكيع مرفوعًا لم يروه عنه غير ابنه سفيان، والحديث في الأصل عن الثورى بهذا الإسناد موقوف".
قلت: فالظاهر أنه من الأحاديث التي أدخلها عليه ورَّاقه - وراق السوء - أخزاه الله، كما أفسد هذا الشيخ الصالح الصدوق، وأسقط حديثه. وقد تقدم الكلام على هذا الأمر في الحديث العاشر بما يكفى إن شاء الله.
(٥٤) وهو الأصح، فإن أحمد بن الفرات الرازى ثقة حافظ، أما الحسن بن علي بن عفان العامري - راويه عن محمد بن عبيد عند الحاكم - فهو ثقة فحسب. إلا أن يكون العامري قد توبع على روايته، فالله أعلم.