في بيان ذلك، فانظر "الموضح"(١/ ٢٦٣: ٢٤٧) مع تعليق العلامة المعلمى رحمة الله عليه. فالحاصل أن الحديث مُعَلّ بالوقف بإسناد منقطع.
٢ - حديث ابن عباس: رواه ابن أبي الدنيا بزيادة: "والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه، كالمستهزئ بربه، ومن آذى مسلمًا كان عليه من الإثم مثل كذا وكذا" كما في "المقاصد"(ص ١٥٢) وقال السخاوى: "وسنده ضعيف، فيه من لا يُعرف، وروى موقوفًا، قال المنذرى: ولعله أشبه، بل هو الراجح".
ورواه البيهقى في "الشعب"(٢/ ٣٧٣/ ١) وغيره بلفظ: "كان عليه من الإثم مثل منابت النخل". كما في "الضعيفة"(٦١٦). وقال الذهبى:"إسناده مظلم" كما في "الفيض"(٣/ ٢٧٧).
قلت: وهو من طريق سلم بن سالم البلخى عن سعيد الحمصي عن عاصم الجذامي عن عطاء عن ابن عباس وهذا إسناد واهٍ، سلم بن سالم اتفقوا على تضعيفه وأشار أبو زرعة الرازى إلى أنه كان لا يصدُق. وسعيد الحمصى لا يعرف. ويحتمل أن يكون:"سعيد بن عبد الجبار الزبيدى الحمصى". وهو واهٍ، من طبقة بقية، وروى بقية عنه أيضًا. وقرينة هذا الاحتمال أن شيخه من شيوخ بقية. قال الذهبى (٢/ ٣٥٨): "شيخ لبقية. لا يعرف" ثم وجدت لسلم بن سالم رواية عن سعيد ابن عبد الجبار عند الشجرى (٢/ ٤٧) فلله الحمد.
٣ - حديث أنس: رواه القشيرى في "الرسالة"(ص ٤٩) قال: "أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك قال: أخبرنا أحمد بن محمود بن خرزاذ (٣٧) قال: حدثنا محمد بن فضل بن جابر قال: حدثنا سعيد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن زكريا قال: حدثنى أبي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدًا لم يضره ذنب" ثم تلا: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ
(٣٧) في "الرسالة" (ط. مصطفى الحلبى): "أحمد بن محمود بن خراز" والتصويب من "لسان الميزان" (١/ ٣٠٩)، (٦/ ٣١٤).