ورواه أيضًا ابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" كما فى "الدر المنثور"(٦/ ٤٢٠). ورواه ابن شاهين في "الترغيب في الذكر" بلفظ: "إن للوسواس خطمًا كخطم الطائر، فإذا غفل ابن آدم وضع ذلك المنقار في أذن القلب يوسوس، فإن ابن آدم ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ نكص وخنس، فلذلك سمى الوسواس الخناس" كما في "منتخب كنز العمال"(١/ ١٢٣ على هامش المسند) وقال: "وهو ضعيف".
قلت: وعدى بن أبي عمارة هو الذارع، وهو ضعيف. وبه وحده أعله الهيثمي في "المجمع"(٧/ ١٤٩). وزياد النميرى ضعيف أيضًا، قال الحافظ (٢٠٨٧): "ضعيف, من الخامسة". وانظر المزيد عنه في "أخذ الجُنَّة"(ص ٢٦: ٢٣).
وضعَّف الحديث أيضًا المنذرى في "الترغيب"(٢/ ٦٦٧) والحافظ في "الفتح"(٨/ ٧٤٢ سلفية) واستغربه ابن كثير في "تفسيره"(٤/ ٥٧٥).
٢ - حديث معاذ: رواه الديلمي بلفظ: "إن إبليس له خرطوم كخرطوم الكلب واضعه على قلب ابن آدم يذكره الشهوات واللذات ويأتيه بالأماني ويأتيه بالوسوسة على قلبه ليشككه في ربه، فإذا قال العبد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله أن يحضرون، إن الله هو السميع العليم، خنس الخرطوم عن القلب". كما في "المنتخب" أيضًا. ولم أجده في "الفردوس".
(والصحيح) في حديث الترجمة وقفه على ابن عباس رضى الله عنهما - وغيره صت السلف - فإنه - وإن علقه البخاري في "صحيحه"(٦/ ٢٢٣) بصيغة التمريض فقال: "ويذكر عن ابن عباس: الوسواس إذا ولد خنسه الشيطان، فإذا ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ ذهب، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه".
قال الحافظ:"قوله: وقال ابن عباس: الوسواس .. الخ، كذا لأبى ذر، ولغيره: "ويُذكر عن ابن عباس وكأنه أولى لأنَّ إسناده إلى ابن عباس ضعيف, أخرجه الطبرى والحاكم وفى إسناده حكيم بن جبير وهو ضعيف ولفظه:"ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عمل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس".