علقه السمرقندى في "تنبيه الغافلين"(ص ٢٢٥)، فقال:"وللمؤمن أيضًا أعداء سوى الشيطان كما روى أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: المؤمن بين خمس شدائد: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وعدو يقاتله، وشيطان يضله، ونفس تغويه". وقال الحافظ العراقى:"رواه أبو بكر بن لال في "مكارم الأخلاق" من حديث أنس بسند ضعيف". وقال ابن السبكى في "طبقات الشافعية"(٦/ ٣٣٣): "لم أجد له إسنادًا"، كما في "تخرج الإِحياء"(٢٤٥٠). قلت: بل إسناده ضعيف جدًا، فقد ذكره المتقى الهندى في "كنز العمال"(١/ ١٦١) بنحوه، بلفظ:"وكافر يقاتله، ونفس تنازعه، وشيطان يضله"، وقال:"رواه ابن لال عن أبان عن أنس". وأبان هو ابن أبي عياش البصرى العبدى، وهو متروك كما في "التقريب"(١٤٢)، وكان شعبة يرميه بالكذب. ولا نأمن أن يكون في الطريق إليه من هو مثله أو شر منه. فهذا مثال للأحاديث الواهية الكثيرة التى أجمل الحافظ العراقى- رحمه الله - فيها القول.
(والثابت) وقف هذا الحديث على أبي أمامة - صُدَىّ بن عجلان - الباهلى رضى الله عنه -كما رواه الفريابى في "صفة النفاق"(٦٩) من طريق أسد ابن موسى الأموى، وابن عساكر (٨/ ٣٠١) - واللفظ له - من طريق عمار ابن عبد الجبار المروزى قالا: حدثنا الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر أنه سمع أبا أمامة الباهلى يقول: "المؤمن في الدنيا بين أربعة: بين مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يقاتله، وشيطان قد توكل به". وإسناده حسن. والفرج مستقيم الحديث في الشاميين خاصة. راجع الحديث المتقدم في الرقم (٥٤) ففيه تفصيل في هذا الأمر.
(وروى) الرافعى رحمه الله في "التدوين"(٣/ ٤١٦) من طريق أبي معين