والحديث، قال الهيثمى رحمه الله (١٠/ ١٧١): "رواه الطبراني، ورجاله وثقوا". وأورده في (١٠/ ٣٩٨) - برواية البزار:"إن سألتم الله فسلوه الفردوس"، وقال:"ورجاله ثقات". وقال المناوى (١/ ٣٦٩): "وبه- يعنى قولة الهيثمى: ورجاله وثقوا- يعلم أن رمز المؤلف لحسنة تقصير، وحق الرمز لصحته ... " ثم تعقب على السيوطى عدم إيراده لفظ الطبراني بتمامه. وذكر رواية البخارى:"إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن" قلت: نعم، هذا هو الصحيح بدون زيادة "فإنه سر الجنة، يقول الرجل منكم لراعيه ... " إلخ.
وخالف الشيخ الألبانى- عفا الله عنه- منهجه الدقيق الذى عوَّدناه، فقال في "صحيح الجامع"(١/ ١٦٣): "صحيح" وأحال على "مجمع الزوائد" - في الموضعين- و "فيض القدير".
ثانيًا: حديت أبي أمامة:
رواه الطبراني (٨/ ٢٩٤) وعنه- وعن غيره- أبو نعيم في "صفة الجنة"(٤٣٨) والحاكم- مقتصرًا على أوله- (٢/ ٣٧١) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عنه مرفوعًا، ولفظه:"سلو الله الفردوس فإنها سُرَّة الجنة، وإن أهل الفردوس ليسمعون أطيط العرش". وإسناده ضعيف جدًا. قال الحاكم:"هذا حديث لم نكتبه إلا من هذا الإسناد، ولم نجد بُدًا من إخراجه" فتعقبه الذهبى بقوله في "تلخيص المستدرك": "قلت: جعفر هالك" والحديث عزاه الحافظ السيوطى في "الدر"(٤/ ٢٥٤) إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. وقال الهيثمى في "المجمع"(١٠/ ٣٩٨): "رواه الطبراني في "الكبير" , وفيه جعفر بن الزبير، وهو متروك".
(وصوابه) الوقف على أبي أمامة- بدون الزيادة المنكرة الأخيرة- وعلى الحارث الغامدى- رضى الله عنهما- بنحو من حديث العرباض.