اسمي إلى المجلس الأعلى للدار، وكان رئيسه آنذاك سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-، فوافق المجلس على تعييني مدرسًا، فبدَأْتُ في التدريس، ولا زلت -ولله الحمد- إلى الآن مدرِّسًا في دار الحديث الخيرية، أسأل الله تعالى أن يختم لي بالخير والحسنى، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
ومما مَنَّ الله به عليَّ أن حبَّبَ إليَّ علم الحديث من صغرِي، فكنت وأنا صغير السنِّ حينما كان والدي يُقْرِئُ صحيح البخاري، أختَبِئُ وراء الجدار حتى أسمع قراءة القارئ، فكان يتحرَّك قلبي شوقًا عند سماع صحيح البخاري، وكنت خلال طلبي للعلوم المذكورة أبْحَثُ عَمَّا صح في الحديث حتى أعْمَلَ به، فكنت أرفع يدي في الركوع وغيره مع أن مذهب منطقتنا مذهبٌ حنَفِيٌّ لا يلتفت أهله إلى العمل بالحديث المخالف للمذهب، فلما هاجرْتُ إلى مكة، وبدأت أدرُس في معهد الحرم، وطالعت كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله-؛ وجدت فيها ما يناقض ما عليه كتب العقائد المقرّرة في بلدنا، فبدأت أسير على المنهج الذي سلكته سابقًا، وهو اتباع ما صَحَّ دليله، فوجدت ما في كتب هؤلاء موافقًا للنصوص الصحيحة، فتركتُ ما كنت أعتقده مما تلقيته من مشايخي الأشْعَرِيِّينَ في بلدنا، وتخلَّيْتُ عنه، فلما