٣٦ - (ومنهم): الشيخ مولوي إعزاز الحق بن مولوي مظهر الحقّ الأركاني المكيّ، كتب لي إجازة أجازني بها، وغير هؤلاء، من علماء بلدنا، واليمن، والحجاز، والمغرب، وغيرهم، جزى الله تعالى عني الجميع خير الجزاء، وجعل مستقرّهم الجنة، وجمعني وإياهم في دار كرامته، بمنه وفضله، إنه جواد كريم.
وبعد أن تخرجت على أيدي هؤلاء الأعلام بدأتُ في تدريس هذه العلوم المذكورة مُدَّةً تقارب أربع سنين، ثم إن الأمور تضايقت عليَّ بِسَبَبِ غزو النظام الشيوعي لبلدنا، فعزمْتُ على الهجرة إلى الحرمين الشريفين؛ فرارًا بِدِينِي، فهاجرْتُ سنة ألف وأربعمائة وواحد، فما أن وصلت إلى مكة المكرمة طَلَبَ لي بعض الأخوات التدريس في بعض المدارس، وذكر لمسؤوليها أني كنت مدرِّسًا في بلدي، فطلبوا مني الشهادة، فأخبرتهم بأنه ليس عندنا شهادة، فرفضوا القبول، ولما لَمْ أجِدْ سبيلاً إلى التدريس طلبتُ أن أكون طالبًا، فلم أجد القبول أيضًا إلا في معهد الحرم المكي، فقُبِلْتُ فيه، ولما أنهيت المرحلة الثانوية انتقلت إلى دار الحديث الخيرية، فذُكِر لمديرها آنذاك الشيخ علي بن عامر -رحمه الله- أني كنتُ مدرِّسًا في بلدي، وإنما التحقت في معهد الحرم لعدم المؤهل للتدريس وهو الشهادة، فقال -جزاه الله عني خيرًا-: العمدة عندنا العلم لا الشهادة، فقَبِلَنِي مدرِّسًا، ورفع