والروح، وأنّ الروح أقوى في العقلاء من الجسد، والمادية الجسديّة باب للحيوانية أو هم أضلّ!
وكان مِنَ الدورِ التي اهتمّت بإخراج دُرَرِ التراثِ (دارُ السمَّانِ) التي يُشرِفُ على إدارَتِها تلميذُنا الأريب الأديب أحمد السمّان حفظه الله ونفع به، وكتب أجره في الدارين، فانتدَبَ إلى إخراج (سلسلة نوادر علوم الفقه) لينتفعَ بها المنتسبونَ إلى المذهبِ، ولتغطّيَ جانبًا مُهمًّا في النظرةِ إليهِ، وفهمِ تسلسلِ التأليفِ فيه، وطبيعةِ استنباطِ الأحكامِ مِن أهلِ الاستنباطِ المنتسبينَ إليه؛ فاقترحَ عليّ جملةً من الكتب رأيتُ بعد المطالعة والاستخارة أنّ هذا من أفضل ما يُبدَأ به منها، وفي كثير منها علمٌ وافرٌ وخيرٌ كبير.
[سبب اختيار الكتاب للتحقيق]
انتُدِبْتُ إلى تدريسِ فقهِ المالكيّةِ منذ نحو عشرينَ سنةً فدرّستُ تقريرًا لمذهبهم كتابَ الدرّ الثمين للشيخ مياره المالكيّ، وهو شرحٌ لمنظومةِ ابن عاشر الشهيرة باسم:(المرشِدُ المعينُ على الضروريِّ من علومِ الدين)، وهو من أجمع كتبهِم على اختصارِه، فرأيتُ ناظمَها وقد ابتدأَ كتابَهُ بشيءٍ من العقائد والتصوّفِ والسلوكِ قبل أن يخوضَ في الطالبِ بحارَ الفقه، فاستحسنت ذلك منه؛ وودتُ أنّ لنا مثلَهُ، فلمّا أعثرني الله تعالى بهذا الكتاب الذي بين أيدينا عرفتُ أنّه من فضل الله تعالى واختياره للفقير أن حقّق له مراده؛ لما وجدتُه جامعًا من الاعتقاد والفقه والسلوك، فلَهُ الحمدُ والمنّةُ.
وقد جَمع هذا الكتابُ الذي بين أيدينا المباحثَ التي لا يستغني عنها مسلمٌ، وتعلُّمُها فرضُ عين على المكلّفين، كالإيمانِ وأحكامِهِ، وأحكامِ الطهارةِ والصلاةِ