كانَ المصنّفُ من أتباع الطريقةِ النقشبنديّةِ البايزيديّةِ، وهي منسوبةٌ إلى العارف بالله أبي يزيدَ البسطاميِّ، طيفورِ بن عيسى بن شروسانَ البِسطامِيِّ، من أهلِ القرنِ الثالثِ الهجريِّ، كانَ يُلقَبُ بـ "سلطان العارفينَ"، واسمُه الفارسيُّ "بايزيد"، وإلى اسمِه الفارسيِّ هذا نسبةُ الطريقةِ، كان جدُّهُ شروسانَ مجوسيًّا فأسلَمَ. ولد سنة ١٨٨ هـ في بسطام في بلاد خراسان. روى عن إسماعيل السديّ، وجعفر الصادق. توفّي سنة ٢٦١ هـ، وقيل سنة ٢٣٤ هـ (سير أعلام النبلاء (١٣/ ٨٦)، وطبقات الصوفية للسلمي (ص: ٦٧).
وقد اتّخذ المصنّفُ الخرقةَ البايزيديةَ من اللّبدِ - وهو جلدٌ غليظٌ جدًّا يحمى من البرد ويدلّ على التقشّف والزهد، وكان يقال له:(نَمَدْبُوشْ)، وهو لابسُ اللبّادِ واشتهَرَ مَن يتّخذُها باسم:(الخرَّم شَاهيّ)(كلمةٌ فارسيّةٌ تعني: يحيا الملك، أو تكون حياتُهُ سرورًا وسعادةً)، وسكنوا ناحيةَ سينوبَ من شمال تركيّا على البحرِ الأسود، وهي مدينةٌ تمتاز بجمال جبالها وأرضها، وطيب هوائها، ونقاء مائها.
وتُعرَفُ هذه الطريقةُ أيضًا باسم البسطاميّةِ والطيفوريّةِ.
وقد اتُّهِمَ أتباعُ هذه الطريقةِ بشيءٍ من القولِ بوحدةِ الوجودِ، ولم يظهرْ أثرٌ لذلكَ في باب العقائدِ الذي عقدَهُ المصنّفُ في أوّلِ كتابه هذا الذي بين أيدينا، ولا في قسم السلوك الذي في آخر كتابه، بل عباراتُهُ منضبطةٌ بمنهجِ أهل السنّة من الماتريديّةِ والأشاعرةِ، ولم يخرج عنهم فيما قالَه. ولذا قال الإمام الغزاليّ في إحياء علوم الدين (١/ ٣٦): "وأمَّا أبو يزيدَ البِسطاميُّ ﵀ فلا يَصِحُّ عنه ما يُحكَى".
كان البسطاميُّ وقّافًا عند حدود الشرع، وله في ذلك قصص منقولة، وقال