للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمَّا الخلوةُ:

هي تَركُ مُخالطةِ الخَلقِ بالانزواءِ والانقطاعِ، وأصلُها: منعُ الحواسِ بالخَلوةِ عن التصرُّفِ في المحسوساتِ، فإنَّ كلَّ (١) آفةٍ وقَعَتْ، وبلاءٍ ابْتُلِيَت (٢) يَدخُلُ مِن رُؤيَةِ النفسِ (٣) الحواسَّ، وبها تصيرُ النفسُ خبيثًا (٤) شقيًّا.

فَبِمجاورةِ النفسِ الخبيثةِ (٥) الروحَ صارَ (٦) الروحُ النفيسُ خسيسًا (٧)، فاستحسنَ ما استحسَنَتْهُ (٨) النفسُ، واستلذَّ بما استلذَّتْ (٩) بِه النفسُ، واستمتعَ من المراتِعِ الحيوانيَّةِ، فانقطعَ عنهُ الأغذيةُ الروحانيَّةُ، ونَسِيَ حظائرَ القدسِ وجِوارَ الحقِّ في رياضِ الأُنسِ.

فبالخلوةِ وعزلِ الحواسِّ ينقطعُ مددُ النفسِ عن أسبابِ الشِقاوةِ والخساسةِ، والشيطانُ بإعانةِ الهواءِ والشهواتِ (١٠)، ويجتمعُ (١١) القلبُ عن التفرقةِ (١٢)


(١) في الأصل: (لكلِّ شيءٍ).
(٢) زيد في (ص): (النفس).
(٣) قوله: (النفس): سقط من (س) و (ص).
(٤) في (ص): (خسيسا).
(٥) في (س) و (ص): (الخسيسة).
(٦) في (ص): (يصير).
(٧) في (س): (خبيثًا).
(٨) في (س): (استحسنه).
(٩) في (س) و (ص): (استلذ).
(١٠) في (س) و (ص): (والشهوة).
(١١) في (س): (ويجمع).
(١٢) زيد في (ص): (المكدِّرة).

<<  <   >  >>