للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البابُ العاشرُ في آدابِ السالكينَ مِنْ أهلِ الطريقةِ

اعلموا إخواني في الهدايةِ (١)، وأعواني على التقوى: وفَّقنا الله وإيَّاكُم للترقِّي مِنْ حَضِيضِ البشريَّةِ إلى ذُروةِ المَلكيَّةِ، ورزقنا وإيَّاكُم التخلِّي عن صِفاتِ الناسوتيَّة، والتحلِّي بِصِفاتِ اللاهوتيَّة:

إذا حَصَلَ لِلعَبدِ المُكلَّفِ العِلمُ الذي لا بُدَّ مِنْهُ مِن عِلمِ التوحيدِ وعِلمِ العِبادةِ: يجبُ عليه التوبةُ والإنابةُ إلى اللهِ تعالى؛ لأنَّه إذا كانَ صاحِبَ جناياتٍ وذنوبٍ، كيف يُقبِلُ على العباداتِ (٢)، وهو مُصِرٌّ على المناهِي، ومُتَلَطِّخٌ بأقذارِ المعصيةِ؟!

فيَجِبُ أوَّلًا: أن يتوبَ من المعاصِي، حتَّى يَصلُحَ للخدمةِ وبساطِ القُربَةِ، ويحصُلَ له توفيقُ الطاعةِ.

فإِنَّ شُوْمَ الذنبِ يُورِثُ الحِرمانَ، ويُعقِبُ الخذلانَ.

وإنَّ قيدَ الذُّنوبِ يَمنَعُ عن المشي إلى طاعةِ اللهِ تعالى، والمُسارَعَةِ إِلى خِدمَتِهِ.

وإِنَّ ثِقَلَ الذُّنوبِ يمنعُ من الخِفَّةِ للخيراتِ، والنشاطِ في الطاعاتِ.

وإنَّ الإصرارَ على الذُّنوبِ يُسَوِّدُ القلوب، فيَجِدُها (٣) في ظُلمَةٍ وحَيْرَةٍ وقَسَاوِةٍ،


(١) في (س) و (ص): (الهدى).
(٢) في (س) و (ص): (العبادة).
(٣) في (ص): (فتجدها).

<<  <   >  >>