الأنصاري، شيخ عصره وزمانه، وهو كتاب مبارك من شتَّى نواحيه، لما حواه من علم ربّانيٍّ، وللزمن الذي افتتح واختتم فيه؛ إذ ذكر أنه بدأه لمّا عاد من الحج، وفرغ من تأليفه في غرَّة رمضان سنة ٧٧١ هـ.
الذي على بساطة عبارته وإيجازها كان منهلًا لكثير من أهل المذهب، كما نجد ذلك في "حاشية ابن عابدين" و "مجمع الأنهر" وغيرها من كتب الحنفيَّة.
وناهيك عن جلالة محتواه الفقهيِّ الذي لا يتمارى فيها اثنان، افتتح المؤلِّف كتابه حرصًا منه على عقيدة طلاب العلم بمقدِّمة عقديَّة تضمُّ أساسيّات علم العقيدة، ثمَّ أَحسَن التخلُّص من هذه المقدِّمة إلى ما بنى عليه كتابه، فأظهر لطف مدخل ومخرج، جزاه الله عن المسلمين خيرًا.
وأما عن السِّلسلةِ فجاءت تاليةً بعد سلسلةِ:"نوادر علوم الحديث"، الَّتي شَرُفت "دارُ السَّمَانِ" بخدمتها والعملُ عليها حتَّى يومِنا هذا، وقد طُبعَ منها عددٌ من العناوين بحمد الله تعالى.
أمَّا عَن مَنشَأِ الفكرةِ لهذه السِّلسلة فهو كمَنشَأ سابقتها "نوادر علوم الحديث": أن نَخدِمَ التُّراثَ الإسلاميَّ بما يُفيدُ طالِبَ العلمِ، وأن نَبتعِدَ عن الكتب الَّتي خُدِمَت من النَّاحية العلميَّة أو الفنيَّة.
لذلك انطلقنا - بتوفيق الله تعالى - بالبحث عن كُتُبِ الفقه الَّتي لم تُخدَم من قبل أو تُحقَّق وتُنشَر، مُستعينين بالله ﷿ أن يوفِّقَنا، ويجعلَ ذلك في صحائفِ أعمالنا يوم القيامة.
وأخيرًا:
الحمدُ لله أن يَسَّرَ لنا نشرَ العنوانِ الثاني من هذه السِّلسلةِ المُبارَكَةِ - إن شاء الله -