قوله: ﴿فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ﴾ [١٨٧] أي: لم يعملوا بالكتاب ﴿وَاِشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ [١٨٧] يعني اشتروا بالآخرة الباقية عرض الدنيا الفانية.
قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ﴾ [١٩١] قال: من أراد حفظ القرآن فليختم بثلاث ختمات على شرط الآية، ختمة قائما يصلي، وختمة قاعدا يدرس، وختمة مضجعا على جنبيه، فإنه لا ينسى إن شاء الله ﷿. ومن اشتغل بطلب العلم بالتقوى وقراءة القرآن وذكر الله ﷿ واتباع السنة واجتناب اللهو لم تصبه الأمراض والأسقام.
ومن أطاع الله بالعلم وصدق النية لم يفقد عقله. وقال النبي ﷺ:«من أطاع الله ﷿ فقد ذكره ومن عصاه فقد نسيه»(١).
قوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاِتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [٢٠٠] قال: الإيمان أربعة أركان: الأول التوكل على الله، والثاني الاستسلام لأمره، والثالث الرضا بقضائه، والرابع الشكر لنعمائه والتقوى.
[باب الإيمان]
اليقين قلب الإيمان، والصبر عماد الإيمان، والإخلاص كمال الإيمان، لأن العبد بالإخلاص ينال التصديق، وبالتصديق ينال التحقيق، وبالتحقيق يصل إلى الحق. والإخلاص ثمرة اليقين، لأن اليقين مشاهدة السر، فمن لم تكن له مشاهدة السر مع مولاه لم يخلص عمله لله، والله ﷾ أعلم.
(١) في مجمع الزوائد ٢/ ٢٥٨؛ والمعجم الكبير ٢٢/ ١٥٤: (من أطاع الله فقد ذكره)؛ وفي الزهد لابن المبارك ١/ ١٧: (من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن).