[السورة التي يذكر فيها الفجر]
﴿قوله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ﴾ [١] قال: ظاهرها الفجر الصبح.
﴿وَلَيالٍ عَشْرٍ﴾ [٢] قال: يعني عشر ذي الحجة وهي الأيام المعلومات.
﴿وَالشَّفْعِ﴾ [٣] آدم وحواء وقيل جميع ما خلق الله من الأضداد، الليل والنهار والنور والظلمة والموت والحياة.
﴿وَالْوَتْرِ﴾ [٣] هو الله تعالى.
﴿وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ﴾ [٤] ليلة الجمع تذهب بما فيها قال: باطنها والفجر محمد ﷺ منه تفجرت أنوار الإيمان وأنوار الطاعات وأنوار الكونين.
﴿وَلَيالٍ عَشْرٍ﴾ [٢] العشرة من أصحابه الذين شهد لهم بالجنة. ﴿وَالشَّفْعِ﴾ [٣] الفرض والسنة. ﴿وَالْوَتْرِ﴾ [٣] نية الإخلاص لله تعالى في الطاعات دون رؤية غيره فيهان.
﴿وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ﴾ [٤] أمته وذلك السواد الأعظم كما قال ﷺ: «ليلة أسري بي رأيت سوادا عظيما ما بين السماء والأرض فقلت: ما هذا السواد يا جبريل؟ قال: هذه أمتك ولك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، لم تكلمهم الخطايا، ولم يدنسوا بالدنيا لا يعرفون إلا الله» (١)، فأقسم الله به وبأصحابه وبأمته.
وجواب القسم: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ﴾ [١٤] يعني طريق الكل عليه يجازيهم بأعمالهم فأما سالم أو غيره يقول: يجعل رصدا من الملائكة على جسر جهنم معهم الحسك يسألون الخلق عن الفرائض.
﴿فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا اِبْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ﴾ [١٥] قال: يعني بعض المؤمنين إذا اختبره ربه بالنعمة ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ [١٥] بما أعطاني من السعة والرزق وذلك له استدراج واغترار. وقد قال الحسن ﵁: لا يزال العبد بخير ما علم ما الذي يفسد عمله. ومنهم من يزين له ما هو فيه ومنهم من تغلبه الشهوة.
﴿وَأَمّا إِذا مَا اِبْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [١٦] أي قتر عليه رزقه. ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ﴾ [١٦] بالفقر، يقول الله: كلا لم أبتله بالغنى لكرامته، ولم أبتله بالفقر لهوانه علي.
ولقد حكي أن فتح الموصلي رجع إلى أهله بعد صلاة العتمة وكان صائما فقال: عشوني فقال: ما عندنا شيء نعشيك به: قال: فما لكم جلوس في الظلمة؟ قالوا: ما عندنا زيت نسرج به.
(١) صحيح البخاري: كتاب الطب، باب من اكتوى، رقم ٥٣٧٨، وباب من لم يرق، رقم ٥٤٢٠؛ وكتاب الرقاق، باب يدخل الجنة، رقم ٦١٧٥.