﴿﴿الم (١) اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [١ - ٢] قال: هو اسم الله الأعظم مكتوب على السماء بالنور الأخضر من المشرق إلى المغرب (١). قوله:
﴿وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ﴾ [٤] يعني القرآن فيه المخرج من الشبهة والضلالة.
قوله: ﴿فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ اِبْتِغاءَ الْفِتْنَةِ﴾ [٧] يعني الكفر. ﴿وَاِبْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ [٧] يعني تفسيره على ما يوافق هوى نفوسهم. ﴿وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ﴾ [٧] قال ابن عباس ﵄: أنزل القرآن على أربعة أحرف، حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير تفسره العرب، وتفسير تفسيره العلماء، ومتشابه لا يعلمه إلاّ الله تعالى، فمن ادعى علمه سوى الله ﷿ فهو كاذب.
قوله: ﴿وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ [٧] قال: حكي عن علي ﵁: هم الذين حجبهم العلم عن الاقتحام بالهوى والحجج المضروبة، دون الغيوب لما هداهم الله وأشرفهم على أسراره المغيبة في خزائن العلوم فقالوا: ﴿آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا﴾ [٧] فشكر الله تعالى لهم وجعلهم أهل الرسوخ والمبالغة في العلم زيادة منه لهم، كما قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [طه: ١١٤] قال سهل: استثنى الله ﵎ الراسخين في العلم بقولهم: ﴿كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا﴾ [٧] يعني الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه، وهم الكاشفون عن العلوم الثلاثة إذ العلماء ثلاثة: الربانيون والنورانيون والذاتيون، وبعد العلوم الأربعة: الوحي والتجلي والعندي واللدني، كما قال تعالى: ﴿آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً﴾ [الكهف: ٦٥]، ﴿وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ [البقرة: ٢٦٩] أي وما يتذكر إلاّ أولو الفهم والعقول الذين يقولون: ﴿رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا﴾ [٨] أي لا تمل قلوبنا عن الإيمان بعد إذ هديتنا بهداية منك، ﴿وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ﴾ [٨] لمن رجع إليك بالافتقار والتضرع والمسكنة. ثم قال سهل: ليس للعبد حيلة سوى أن يواظب في جميع عمره على قول: «رب سلم سلم، الأمان الأمان، الغوث الغوث».
(١) تقدم هذا القول في تفسير الآية ٢٥٥ من سورة البقرة.