﴿قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ﴾ [١] قال: أضلها في إطلاق القول بلا حقيقة معه.
قوله: ﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ﴾ [٥] قال: يعني سيهديهم في قبورهم لجواب منكر ونكير ويصلح بالهم. قال: أي صلح يسرع لهم في القلب بمباشرة الجزاء، وفي الآخرة بلذة اللقاء عند تجلي المكاشفة كفاحا، والتولي لهم عند ذلك،
كما قال: ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [١١] أي بالرضى والمحبة والحفظ على مقام القرب.
قوله: ﴿وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ [١٥] قال: المغفرة من ربهم في الجنة ما يغشاهم عند النظر إلى الحق من أنواره.
قوله: ﴿وَاِسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ﴾ [١٩] قال: يعني استغفر من همة نفس الطبع. قال النبي ﷺ:«ما منا إلا من همّ فعصى»، يعني همت نفسه عليه على قلبه بحظها من عاجل شهوتها بشيء دونه، ثم أعرض عن ذلك واستغفر الله، كما قال النبي ﷺ:«إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله تعالى في كل يوم سبعين مرة»(١).
قوله: ﴿أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها﴾ [٢٤] قال: إن الله تعالى خلق القلوب وأقفل عليها بأقفال، وجعل مفاتيحها حقائق الإيمان، فلم يفتح بتلك المفاتيح على التحقيق إلا قلوب أوليائه والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين والصديقين وسائر الناس يخرجون من الدنيا، ولم تفتح أقفال قلوبهم، والزهاد والعباد والعلماء خرجوا منها وقلوبهم مقفلة، لأنهم طلبوا مفاتيحها في
(١) صحيح البخاري: كتاب الدعوات، رقم ٥٩٤٨؛ وشرح سنن ابن ماجة ١/ ٢٧٠ (رقم ٣٨١٥)؛ ومسند أحمد ٤/ ٢١١.