٣٨ - ذكر الإمام ابن العربي (ت: ٥٤٣) في كتابه [سراج المريدين: (٢/ ٣٨)] أحوال بعض أهل العبادة من السلف، كختم القرآن كل يوم ثلاث مرات، وأعداد كبيرة جدًّا من الأذكار.
ثم عقَّب عليه قائلًا بنقدٍ عظيم من إمام جليل القدر:
«وهذا أمرٌ رويناه وما رأيناه، ولو حاولناه ما استطعناه، ولعلَّ الله يؤيد أولياءه على طاعته، ولكنَّ الذي يغبِّر في وجه هذه الأقوال أن أحدًا من الصحابة لم يكن على هذه الحال، وإنما هذه رهبانية حدثت».
وذكر أنَّه رأى من أصحابه من كان يختم القرآن مرة في الليل، ومرة في النهار، سفرًا وحضرًا، وعلل ذلك بقوله:«لرطوبة لسانه، واطِّراد عمله بذلك وعادته، وهذا هو الذي يرعى طريق الذكر دون الاعتبار به»، ويقصد بالاعتبار: التذكر والتفكر والتدبر، ثم قال:«فأمَّا الاعتبار به فقد يكون بالآية الواحدة في الليلة الواحدة»، [سراج المريدين:(٢/ ٩٧)].
٣٩ - ذكر الإمام ابن العربي المالكي الأندلسي ﵀(ت: ٥٤٣) في تفسير قول الله تعالى: (إنا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا)، ستة أقوال، والسادس منها قوله:
«ثقله: أنَّه لا يبوء بعبئه إلا من أُيِّد بقوة سماوية، وكذلك هو.
ما أعلم من حصله بعد الصحابة والتابعين إلَّا محمد بن جرير الطبري»، [سراج المريدين:(٢/ ٤٣١)].
٤٠ - لما حضرت «الإمام الجنيد» الوفاة جعل يتلو القرآن فقيل له: لو رفقت بنفسك!