للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تجد الواحد منهم يستفرغ مجهوده في إيراد ما يمكن إيراده، ويستدرك المتأخر ما أغفله المتقدم.

ولا يزال الناس يأخذون منه، ويتمتعون بما فيه، لا حرمَنَا الله لذَّة فهمِه، وجعله لقلوبنا ربيعًا.

٣ - من أخبار أهل القرآن:

* «كان ابن القَلَّال لا يُجيز أحدًا ممن يقرأ عليه إلا بتعنت، وقد رحل إليه شخص من بلاد بعيدة، فلما أكمل عليه القراءات سأله الإجازة، فتعنت عليه، فشقَّ ذلك عليه وتوجه مكسور الخاطر وبات تلك الليلة، فرأى النَّبي في النوم، فكأنه سأله عن حاله، فأخبره، وشكا إليه من قول الشيخ.

فقال له : (لا عليك! ارجع إليه غدًا، وقل له: بأمارة زمرًا زمرًا).

فلما أصبح غدا إلى الشيخ وأخبره الخبر.

فقال: صدقت يا بني، وبكى، واستغفر الله مما مضى، وعاهد ألا يأخذ شيئًا ممن يقرأ عليه، وأجازه.

فسئل عن ذلك فقال: كنت ليلة أقرأ فوصلت إلى قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ [فاطر: ٣٢] الآية .. حتى قرأت ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾ [فاطر: ٣٣]، فقلت في نفسي أيدخلون الجنة كلهم جملة واحدة، أو كيف؟!

ثم نمت، فرأيته وهو يقول: (زمرًا زمرًا)!» [غاية النهاية في طبقات القراء: (١/ ٥٥٢)].

<<  <   >  >>