للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قضى، دون استعلام الأمر فيه، فإنه من العِلْمِ الذي لا ينفع، كما ورد في صحيح الخبر الاستعاذة منه.

فإذا وقع لك شُغْلٌ أو استقبلك مُهِمٌّ فرأيُ الزهَّاد أنك مُطَالَبٌ بالسُّكون والتسليم، ولا تَسَلْ متى يصلح هذا الأمر، ولا تبحث عن سبب، ولا من أي وجه كان، ولا على يَدَيْ من كان؛ فإنه تخليط، وكُن مُسَلِّمًا لأمره إن كنت من الأكابر، فإذا جاء وقتُ الكشف فترى صورة الحال، وربَّما ينتظر العبدُ في هذه الحالة تعريفًا في المنام، أو ينظر في فَأْلٍ، ويُروى (١). "أنه من الكبائر (٢) تَرْكُ أدب"، وليس إلَّا السكون، فأمَّا الضعفاء فيضطربون مع المولى في كل حال (٣)، وهو السميع العليم، وإذا اضطربوا فلا يخرجوا عمَّا رسمنا لهم في "الأسماء"، إمَّا في ابتداآتها أو في نهاياتها.

التاسع والسبعون ومائة: قولُه: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ (٤)

وهو المقام الكريم الأمين على الوجه الذي تقدَّم وصفُهْ، ووصفُ التقوى المُبَلِّغَةِ إليه.


(١) في (ص): يرون.
(٢) في (ك) و (د) و (ب): الأكابر.
(٣) سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٤) [القلم: ٣٤].