للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال علماؤنا: "قوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾ تَفْسِيرٌ من الله لمعنى قولهم: الخير"، إلى آخر القول.

والحسنة التي وجدوا في الدنيا هي حلاوة الطاعة، وصفاء الوقت، ولَذَّةُ العبادة، وزيادة التوفيق لهم في الأعمال، ونماء التحقيق في الأحوال، وتبليغ المريدين منازل الأكابر، والبالغين (١) مراتب السَّابقين، وما يتعدَّى منهم إلى غيرهم من بركات إرشاد المريدين، وتنبيه الغافلين، وإفادة المتعلمين، وفي هذا كله حديث زائد وأخبار (٢) تُنْقَلُ من مواضعها، على رسم القانون في هذه العشرة المراتب التي أوردتُها الآن.

قال سبحانه: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ﴾ بما لا يحصى من التفضيل؛ بما هي عليه من البقاء، والأمن من الزوال، والعصمة من الآفات.

ثم ذَكَرَ أَلَذَّ ما في الجنة (٣)؛ وهو أنة يؤتى فيها ما يشتهي، ونَكَدُ الدنيا إنَّما هو تعذر الآمال، وضيق الأحوال، وقصور القدرة عنها، والجنة متسعة لذلك وأكثر، حتى تنقطع الأماني بالعَبْدِ وتغلبه، فلا يجد ما يتمنَّى، فهذا جزاء المتقين، وهو:

الحادي عشر والمائة: قوله: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ (٤)

على ما يأتي بيانه في اسم "الطَّيِّبِ" إن شاء الله.


(١) في (ك) و (ص) و (ب): التابعين.
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): وفي هذا كله حديث وآية وآثار وأخبار.
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): ثم ذكر الدنيا في الخيبة، وفي طرة بـ (ص): في خـ: الجنة.
(٤) [النحل: ٣٢].