فذكره، ثم قال:"وصدق والله، إنه ليكون حيا وهو ميت القلب". وإسناده صحيح. وهذا إخبار من عاصم- عفا الله عنه - بمبلغ علمه، وإلا فقد روى ابن أبي شيبة (٨/ ٥٢٤) عن ابن فضيل- أيضًا- عن ابن شبرمة قال: سمعت الحسن يتمثل بهذا البيت:
يسر الفتى ما كان قدم من تُقى ... إذا عرف الداء الذى هو قاتله
وإسناده صحيح أيضًا، والمتتبع قد يجد آثارًا عن الحسن سوى هذا.
٢ - وروى عبد الرزاق (٣/ ٢٢٠) عن معمر قال: أخبرني من سمع الحسن يقص، يقول في قصصه:"صدق الذى يقول: فذكره". وإسناده ضعيف لإِبهام شيخ معمر.
٣ - ورواه أبو نعيم (٢/ ١٤٣) - نفى آخر أثر طويل جدًا - من طريق أبي عبيدة سعيد بن زربى قال: سمعت الحسن يعظ أصحابه، يقول: إن الدنيا دار عمل، من صحبها بالبغض لها والزهادة فيها سعد بها ونفعته صحبتها ... " إلى أن قال: ثم قال: فذكره. وسعيد بن زربى واهٍ. والعمدة على الطريق الأول.
فائدة جليلة: روى أبو نعيم (١/ ٢٧٤ - ٢٧٥) من طريق عبد الرزاق ثنا بكار بن عبد الله حدثنى خلاد بن عبد الرحمن أن أبا الطفيل حَدَّثه أنه سمع حذيفة يقول: يا أيها الناس، ألا تسألوني؟ فإن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، ألا تسألون عن ميت الأحياء؟ فقال (٢٧) إن الله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإِيمان، فاستجاب له من استجاب، فحيىَ بالحق من كان ميتا، ومات بالباطل من كان حيا. ثم ذهبت