دينهم بالمقاييس، فهلكوا وأهلكوا". وعبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة هالك! قال أبو حاتم: "هو متروك الحديث، ضعيف الحديث جدًا". وقال ابن حبان: "كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات، ويأتى عن هشام بن عروة ما لم يحدث به هشام قط، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه".
ثم وجدت محقق "الإِبانة" ذكر أن الهروى رواه في "ذم الكلام" من حديث عروة بن الزبير عن أبيه مرفوعًا (ق ١١/ ١) وكذا رواه نصر المقدسى في "الحجة" (ص ٥٨). ولم يتكلم على إسناده بشئ. وما أراه إلا من نفس البابة. والله أعلى وأعلم.
(أما) الروايات الموقوفة، فصح عن عروة بن الزبير، ورُوِى عن عبد الله ابن عمرو، وعمر بن عبد العزيز، والحسن البصرى بمعناه. ولنبدأ بأثر الصحابى:
١ - فقد رواه ابن أبي شيبة (١٥/ ١٧٧) عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عنه به. وإسناده صحيح على شرطهما، ولكن أخشى أن يكون وهمًا، فقد رواه جماعة من الثقات وغيرهم عن هشام به، فلم يجاوزوا عروة كما يأتى بإذن الله. وأيضًا روى جماعة من الثقات عن وكيع بهذا الإِسناد مرفوعًا بحديث: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهالًا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا". من هؤلاء:
١ - الإِمام أحمد رحمه الله في "مسنده" (٢/ ١٩٠)، وهذا لفظه.
٢ - أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي الفقيه عند ابن حزم في "الإِحكام" (٦/ ٢١٠).
٣ - الحافظ أبو خيثمة زهير بن حرب في "العلم" (١٢١)، وعنه مسلم في "صحيحه" (٨/ ٦٠) مقرونًا بابن أبي شيبة نفسه، فلا أدرى أكان وكيع