"رواه البزار، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثورى، وضعفه جماعة. وقال ابن القطان: هذا إسناد حسن". قلت: بل ضعيف أو واهٍ. الثانى: من رواية الأوزاعى عن عبدة بن أبي لبابة عنه. رواه ابن ماجه (٥٦): "حدثنا سويد بن سعيد ثنا ابن أبي الرجال عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعى ... " فذكره وهذا إسناد ضعيف له ثلاث علل:
الأولى: ضعف سويد بن سعيد، قال الحافظ (٢٦٩٠): "صدوق في نفسه إلا أنه عمى فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابن معين القول". ويستثنى من هذا الإِطلاق، رواية أبي زرعة الرازى عنه، وكل من ثبت أنه كان يتتبع أصوله. وكان الإِمام أحمد ينتخب لابنه عبد الله من حديثه. فما هو حُجة ولا مُطَّرح بإطلاق. والله أعلم.
الثانية: الاختلاف في شيخه عبد الرحمن بن أبي الرجال. فوثقه أحمد وابن معين وغيرهما. وقال البرذعى: قلت - يعنى لأبى زرعة -: حارثة وعبد الرحمن ابنا أبي الرجال؟ فقال: عبد الرحمن أشبه، وحارثه واهٍ، وعبد الرحمن أيضًا يرفع أشياء لا يرفعها غيره. وقال أبو داود: ليس به بأس. وقال أيضًا: أحاديث عمرة يجعلها كلها عن عائشة. وقال أبو حاتم: صالح، هو مثل عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٢٥). وقال ابن حبان في "الثقات": "ربما أخطأ". وقال الحافظ (٣٨٥٨): "صدوق، ربما أخطأ".
الثالثة: الانقطاع. قال الحافظ المزى رحمه الله في "تحفة الأشراف"(٦/ ٣٦٠): "عبدة بن أبي لبابة أبو القاسم الكوفى - نزيل دمشق-، عن
(٢٥) مع العلم بأن أبا حاتم قال في ابن زيد بن أسلم: "ليس بقوى الحديث، كان في نفسه صالحًا وفي الحديث واهيا، ضعفه على بن المدينى جدًا" كما في "الجرح" (٥/ ٢٣٣ - ٢٣٤). وختم ابنه الترجمة بقوله: "سئل أبي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعبد الرحمن بن أبي الرجال، فقال: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أحبُّ إليَّ من ابن أبي الرجال" اهـ فتأمل.