للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المفعول: أى أن عذابك يُلْحَق بالكفَّار ويصابون به" اهـ. وفيه رَدٌّ على الذين لا تستسيغ أذواقهم وعقولهم رواية اللفظة بكسر الحاء، تعللًا بأن: "المُلحِق" هو الله عز وجل! .

(وقد) ورد دعاء عمر مرفوعًا من طريق ضعيفة ومرسلة، ففى "مراسيل أبي داود" (٨٩) و "سنن البيهقي" (٢/ ٢١٠) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد القاهر، عن خالد بن أبي عمران قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل، فأومأ إليه أن اسكت، فسكت، فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا، وإنما بعثك رحمة، ولم يبعثك عذابًا {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} قال: ثم علمه هذا القنوت: اللهم إنما نستعينك ... " الحديث، حتى قوله: "ملحق". وهذا إسناد ضعيف له علتان:

الأولى: جهالة عبد القاهر، وهو ابن عبد الله، ويقال: أبو عبد الله. قال الحافظ (٤١٤٣): "مجهول".

الثانية: الإِرسال، بل الإِعضال في غالب الأمر، فإن خالد بن أبي عمران- وهو أبو عمر التجيبى التونسى قاضى إفريقية-، لم يذكر له المزى في "التهذيب" (٨/ ١٤٢) رواية عن أحد من الصحابة سوى عبد الله بن الحارث ابن جزء، وسائر حديثه عن التابعين أمثال سالم بن عبد الله بن عمر، وسليمان ابن يسار وعروة وعكرمة ونافع وغيرهم. نعم، ذكر روايته عن عبد الله بن عمر، لكن قال: "ولم يسمع منه" (١٨).


(١٨) وهى رواية ابن المبارك (٤٣١) وعنه الترمذى (٣٥٠٢) وغيره عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن خالد عن ابن عمر مرفوعًا بدعاء القيام من المجلس وهى رواية مرجوحة، فقد رواه بكر بن مضر- وهو ثقة ثبت - عن ابن زحر، ورواه ابن لهيعة عن خالد، وأبو صالح عن الليث عن خالد به - بإثبات نافع بين خالد وابن عمر، وهو الصحيح. ويحيى بن أيوب صدوق حسن الحديث، له بعض الأوهام =

<<  <  ج: ص:  >  >>