والحديث رواه أيضًا الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(٢٨٣/ ٢) من طريق الطبراني، ومن طريق أبى نعيم أيضًا كما في "الصحيحة"(١٠٦٦)(٨). وقد وقف له الشيخ الألباني على طريق أخرى لا يُفرح بها - من حديث أَنس - فقال:" ... أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ١٦٧) عن هشام بن عبيد الله الرازي: ثنا الربيع بن بدر: ثنا أبو مسعود: حدثني أَنس بن مالك مرفوعًا به.
قلت: وهذا إسناد واهٍ جدًا.
١ - هشام بن عبيد الله الرازي فيه ضعف.
٢ - الربيع بن بدر، متروك شديد الضعف.
٣ - أبو مسعود هذا لم أعرفه" اهـ.
كذا قال، وهذا منه عجيب - حفظه الله - فإن تمام كلام أبي نعيم:"أبو مسعود هو سعيد بن إياس الجريرى "اهـ.
وهو ثقة كان قد اختلط، ولم أجد له رواية عن أَنس في ترجمة كل منهما من "تهذيب الكمال" للحافظ المزى، فلعله من تخبط الربيع بن أَنس وأمثاله من المتروكين.
وبعد، (فالأشبه) أن هذا الكلام موقوف على طلق بن حبيب نفسه، فقد رواه ابن أبي شيبة (١٣/ ٤٨٧) عن محمد بن بشر العبدى قال: حدثني عتبة بن قيس عنه قال: "أربع من أوتيهن أوتى خير الدنيا والآخرة: من أوتى لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وجسدًا على البلاء صابرًا، وزوجة مؤمنة لا تبغيه في نفسها خونًا". وعتبة ابن قيس هو القراط الكوفي، وهو مستور روى عنه أيضًا ابن عيينة ومسعر، ووثقه ابن حبان (٧/ ٢٧١) ومع ذلك فالوقف أشبه، والمستور لا يرد حديثه بإطلاق لا سيما في مثل هذه الموقوفات والمقاطيع. وكأنه شُبِّه على مؤمل بن إسماعيل هذا
(٨) وانظر بحث الشيخ حول هذا الحديث فإنه متين جدًّا.