وقال الحاكم: قد كنت أحسب الذنب فيه للفرياناني حتى وجدت بعضها عند معاذ بن أسد وغيره فظهر أن الحمل فيها على البلخى.
قلت: وأورد ابن عدى في ترجمة الفريانانى حديثا منكرًا جدًا، وقال: ليس الحمل فيه إلا على الحسن بن محمد البلخى. اهـ.
قلت: والراوى عنه -وارث بن الفضل- لم أقف له على ترجمة ولا ذكر ألبتة. إلا روايته بعض الأحاديث عن هذا الوضَّاع والحديث أورده أيضًا ابن الجوزى في "الموضوعات"(٢/ ٢٦٠) وأقره السيوطى في "اللآلئ"(٢/ ١٦٣) وابن عراق في "تنزيه الشريعة"(٢/ ٢٠٠). وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء"(٢/ ٤١): "رواه ابن حبان في "الضعفاء" من حديث أنس، ورواه في "الثقات" من قول الشعبي بإسناد صحيح".
قلت: هو في "الثقات"(٨/ ٢٣٠) و "الحلية"(٤/ ٣١٤) من طريق الخليل ابن زرارة عن مطرف عنه به. وذكره البخارى في "التاريخ الكبير"(٣/ ١٩٩) والدورى في "تاريخه"(٢/ ١٥٠, ٤/ ٣٧٠) عن ابن معين في ترجمة الخليل هذا. وقد روى عنه جماعة، وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم (٣/ ٣٨٠) ووثقه ابن حبان، ثم وجدت -قدرًا- في "تاريخ بغداد"(١٣/ ٣٠٥) عن ابن الغلابي قال: "قال يحيى بن معين: الرازيون لا بأس بهم: حكام بن سلم، والخليل بن زرارة، ونعيم بن ميسرة، وسلمة بن الفضل الأبرش قاضيهم". فثبت الأثر، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.
وقد اشتبه على أحد الضعفاء المشهورين، فحدث به أيضًا عن مطرف عن الشعبى. قال يحيى بن معين رحمه الله. "قلت: لعلى بن عاصم -على الجسر- سمعت حديث مطرف عن الشعبي: "من زوّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها"؟ فقال: نعم والله، لقد سمعته" كما في "تاريخ الدورى"(٢/ ٤٢١, ٤/ ٣٩٩) لكن يحيى رحمه الله لم يُصَدِّقه في ذلك - وكان سيئ الرأى فيه - فقد رواه العقيلي (٣/ ٢٤٧) من طريق عباس الدورى به، ثم روى من طريق