للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٣ - فَقُبِلَتْ مِنْهُمْ رُكُونًا لَهُمُ … حَتَّى أَبَانَهَا الأُولَى هُمُ هُمُ

[٢٦٣] (فَقُبِلَتْ) تلكَ الموضوعاتُ (مِنْهُمْ) أي: من هؤلاءِ الصُّوفيَّةِ الجَهَلَةِ، أي: قَبِلَ الناسُ موضوعاتِهِم؛ (رُكُونًا لَهُمُ) أي: لأجلِ ميلِ النَّاسِ إليهِم، واعتمادِهِم عليهِم؛ وثوقًا بهِم؛ لمَا يتَّصفونَ بهِ من التَّزهُّدِ، والتَّديُّنِ، فاغتَرُّوا، وفَشَتْ موضوعاتُهم بينَهم، (حَتَّى أَبَانَهَا) أي: إلى أنْ أظهرَ كونَها مختلَقَةً (الأُولَى): اسمٌ موصولٌ بمعنَى «الَّذينَ»، (هُمُ هُمُ): واتِّحادُ المبتدأِ والخبرِ للتَّعظيمِ، كقولِهِ:

أَنَا أَبُو النَّجْمِ وَشِعْرِي شِعْرِي

قالَ الشَّيخُ أحمدُ شاكرٌ -رحمه الله-: (حَتَّى أَبَانَهَا الأُولَى هُمُ هُمُ): هذهِ هيَ الرِّوايةُ الصَّحيحةُ في البيتِ، المصحَّحةُ علَى النُّسخةِ المقروءةِ علَى المؤلِّفِ. ورواهُ الشَّارحُ: (حَتَّى أَبَانَهَا أُولُو هِمَمٍ هُمُ). وجعلَ كلمةَ (هُم) مبتدأً خبرُه (كالواضِعينَ) في البيتِ الَّذي بعدَه، وشرحَ الكلامَ علَى ذلكَ. وهوَ تكلُّفٌ ظاهرٌ لا داعِيَ لهُ.

<<  <   >  >>