هذا كتاب للإمام الشوكاني قد خفي أمره وطُوي خبره عن كثير من أهل الدرس. وهو كتاب يأتي في آخر سلسلة من كتب المعرفة التربوية التاريخية التي سآتي على طرف منها في هذا الموجز.
لقد عرف أهل عصرنا عبارات جديدة مولّدة هي "تاريخ الأدب الجاهلي" و "تاريخ الأدب الإسلامي" و "تاريخ الأدب العباسي" وهذا كان دأبهم حتى عصرنا هذا الذي كثر فيه "تاريخ الأدب" الذي وصفوه بالحديث والمعاصر والقصصي ونحو هذا. وقد تجد "تاريخ الأدب الأندلسي" منسوبًا إلى الأندلس وكذلك نسبوا إلى الأقاليم فقالوا: "تاريخ الأدب المغربي" ومثله التونسي والمصري والشامي والعراقي.
أقول: وهذا كله مأخوذ مما وجدناه لدى الغربيين Histoir de Litérature.
وأعود إلى "الأدب" في كتاب الإمام الشوكاني فأجده غير هذا الذي قصره أهل عصرنا على حديث الشعر والنثر وما يتصل بهما من قريب أو بعيد.