ومناقشة كل المبررات والحجج التي يرفعها أنصار التقليد ليدلل على ضعفها وتفاهتها. فبالإضافة إلى الكتب والرسائل المستقلة التي أفردها لهذا الغرض (سيأتي ذكرها) فقد ألف كتابه التاريخي "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" الذي أورد فيه تراجم المشاهير من العلماء الذين بلغوا مرتبة الاجتهاد في العالم الإسلامي عامة واليمن خاصة، ليدحض بذلك حجة أنصار التقليد القائلة بانحصار الاجتهاد في السلف دون الخلف وتعذر الاجتهاد أو المجتهدين بعد القرن السادس الهجري.
قال الشوكاني بعد عرض مقولة أنصار التقليد .. "حداني ذلك إلى وضع كتاب يشتمل على تراجم أكابر العلماء من أهل القرن الثامن ومن بعدهم .. إلى عصرنا هذا ليعلم صاحب تلك المقالة أن الله وله المنة قد تفضل على الخلف كما تفضل على السلف، بل ربما كان في أهل العصور المتأخرة من العلماء المحيطين بالمعارف العلمية على اختلاف أنواعها من يقل نظيره من أهل العصور المتقدمة"(١).
أما مؤلفاته ورسائله التي خصصها للحث على الاجتهاد ونبذ التقليد فكثيرة نذكر منها:
- إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول.
- القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد.
- بغية المستفيد في الرد على من أنكر الاجتهاد من أهل التقليد.
- ومنها: هذا الكتاب موضوع تحقيقنا "أدب الطلب".
[هذا الكتاب]
قبل أن نعرِّف بكتاب الشوكاني لا بد أن نقف وقفة قصيرة نتعرف من