كأن يقول قائل: «إنَّ من اللطائف في سورة (الكوثر) أن عدد الكلمات الظاهرة في السورة عشر كلمات، وهذا يوافق اليوم العاشر من شهر الحج (شهر ذي الحجة)، وهذا من لطائف السورة، لكنه لا يدخل في حد الإعجاز، وليس من متين العلم، والله أعلم».
وأخيرًا، فبدراسة كثير من الكتب التي اهتمت بهذا اللون، يمكننا القول: إنَّ هذه الفكرة تقوم باعتماد شروط توجيهية حينًا، وانتقائية حينًا آخر، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفًا، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحيانًا إلى الخروج على ما هو ثابت بإجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وإلى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في أحد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى، وأدت كذلك إلى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها، إلى آخر التخبط والاختلاف الذي جر إليه زعم وجود الإعجاز العددي بهذه الصورة المعاصرة، ولذا ننصح بالابتعاد عنه.
مثال للخطأ والتحكم في مسألة الإعجاز العددي:
قال أحدهم: «ورد اليوم مفردًا (٣٦٥) مرة بعدد أيام السنة».
وإذا ما نظرنا فيما جمع وجدناه جمع لفظي (اليوم) و (يومًا)، وترك (يومكم)، (يومهم)، (يومئذ)؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب والعد.