للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد ذهل الرسل عن الجواب الذي علموه، لقد نسي المرسلون كل تكذيب وقع لهم، وكل إيمان حصل بهم من شدة الهول والخطب.

هذا في قول بعض السلف.

وقال آخرون: لا علم لنا فوق ما تعلمه ربنا، وفيه الأدب التام مع الرب العظيم الذي يسألهم في هذا الموقف العظيم.

وفيه: أنهم إنما علموا الظواهر دون البواطن، فتأدَّبوا في خطابهم لربهم، وردُّوا العلم له، وهو العليم الخبير الذي علم كل شيء.

ثم يتحول المشهد لنبي ضلَّت أمة كثيرة في شأنه، ليوجز مشاهد حياته، وما أنعم الرب عليه، وليذكر (المائدة)، وشأنها، ثم يخاطبه الله تعالى قائلًا له - حين رفعه أو يوم القيامة -:

﴿أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [المائدة: ١١٦].

فيكون الجواب الموجز أولًا:

﴿سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ﴾ [المائدة: ١١٦].

ثم يأتي التفصيل:

﴿إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة: ١١٦].

ويستطرد أنه مُبَلغٌ ما أمره الله به، لا يزيد ولا ينقص.

ترى أنه يدفع عن نفسه بكل سبيل وهو صادق، أنه لم يتعد حدوده، وهكذا ينبغي لكل مصلح أن يعلم حده، وألا يتكلم إلا فيما يحسن، فإنه مسؤول.

لتُختم السورة بأعظم ختام في هذا الموضع.

<<  <   >  >>