لكن لو انقطع نفسه في غير موضع وقف، فالذي يحسن به: أن يعود إلى شيء من الآية قبل موضع وقوفه فيصله بما بعده بشرط أن يصح المعنى بذلك الابتداء.
كما لو قرأ: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٦] فانقطع النفس، وليس عند هذا في المصحف وقف، إنما الوقف على قوله: ﴿ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ [التوبة: ٦]، وهو وقف كاف، ويسمى (الوقف الجائز)، فعليه حينئذ أن يعود ليبدأ في موضع يتصل به الكلام المفيد، فلا يبدأ بقوله: ﴿يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ [التوبة: ٦] فهذا مخل بالسياق، وإنما يرجع فيقرأ: ﴿فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ [التوبة: ٦].
ومن علامات الوقف والابتداء في المصحف:
(م): وتفيد لزوم الوقف ولزوم البدء بما بعدها وهو ما يسمى بالوقف اللازم.
(لا): تفيد النهي عن الوقف في موضعها، والنهي عن البدء بما بعدها.
(صلي): تفيد بأن الوصل أولى مع جواز الوقف.
(قلي): تفيد بأن الوقف أولى مع جواز الوصل.
(ج): تفيد جواز الوقف.
(النقط المثلثة): تفيد جواز الوقف بأحد الموضعين، وليس في كليهما، وهو ما يسمى بوقف المعانقة.
وكانت المصاحف الأولى خالية من علامات الوقف، وظلت كذلك قرونًا كثيرة، وعمل الخطاطون في فترات متأخرة على وضع علامات لأنواع الوقف التي