بل تأمَّل في آية هجر النساء بعد الوعظ، ثم يأتي الضرب في مرتبة متأخرة عنهما، وتختم الآية بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [النساء: ٣٤]، عليٌ على من طغى وجاوز الحد مطلع عليه، كبير لا يرضى أن تُظلم المرأة ولا أن تضرب ضربًا مؤذيًا لها، وتأمل في الآية التي تليها، وختمه لها باسمي العليم الخبير!
إنَّ القرآن عظيم في كل تفاصيله، جليل في كل مفرداته، يحتاج إلى إقبال وفهم، مع إيمان وحسن تلقٍ، فإذا حصل ذلك أثمرت شجرة الإيمان في القلب، وآتت أُكْلَها بإذن ربها، وصار أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وهذا غيضٌ من فيضٍ، وقطرةٌ من بحرِ العظمة في آيات الأحكام، وحسن نظمها وجلاله.