وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٢/٢٩٨-٢٩٩) : «لم يُختلَف عن مالك - فيما علمت - في إرسال هذا الحديث، وقد أسنده جماعةٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة» ، وقال: «روى هذا الحديث مرسلاً - كما رواه مالك - جماعة، منهم: ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان. ورواه مسندًا جماعةٌ، منهم: هؤلاء الذين ذكر البخاري وغيرهم» . اهـ. (٢) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (٢٨٢٩) . ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (٨٥٤٢) عن معمر، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (٨٣٨) عن عيسى بن يونس، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/٢٣٩) من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه به مرسلاً. وسئل عنه الدارقطني في"العلل" (٥/٣٩/ب - ٤٠/أ) ، فقال: «يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه: فرواه عبد الرحيم بن سليمان، ويونس بن بكير، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وأبو خالد الأحمر، ومحاضر، والنضر بن شُمَيل، ومسلمة بن [قعنب] ، وابن هشام بن عروة، و [عمرو] بن مجمع، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. واختُلف عن مالك بن أنس، فرواه عبد الوهَّاب بن عطاء، عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، [قاله] يحيى بن أبي طالب، عنه. وغيره يرويه عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً، وكذلك رواه [حَمَّادُ] بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، والمفضل بن فضالة، عن هشام، عن أبيه مرسلاً ليس فيه عائشة، والمرسل أشبه بالصَّواب» . اهـ، وما بين المعقوفين سقط، وتصحيف وقع في المخطوط، فاستدركنا بعضه وصوَّبنا بعضه الآخر من "فتح الباري" لابن حجر (٩/٦٣٤) ، فإنه نقل معظم النص عن الدارقطني، ثم قال: «قلت: رواية عبد الرحيم عند ابن ماجه ... وصحَّ الحديث على شرطه» . اهـ.