للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعند أهل السنة: أن تلك الأجساد الدنياوية تُعاد بأعيانها، بأعراضها (١)، بلا خلاف بينهم.

قال بعضهم: بأوقاتها (٢).

فيُعاد الوقت أيضًا كما يُعاد الجِسْمُ واللَّوْنُ، وذلك جائزٌ في حُكْم الله وقُدرته، وهَيِّنٌ عليه جميعُه، ولكن لم يرد بإعادة الوَقْتِ خَبَرٌ، وقد قال الله تعالى في القرآن ما يَدُلُّ على أن الوقت لا يُعاد، بقوله تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾ [النساء: ٥٦].

يعني به: غَيْرَها في الوقت، وإلَّا فالجلودُ الأَوَائِلُ بأعيانها التي عَصَتْ هي التي يُعاد -أبدًا- تأليفُها إذا تفرَّقت، وأعيانُها إذا عُدِمَتْ، وقد بينَّا ذلك في "كتب الأصول".

الرَّابع: تبديل الأعمال، قال الله تعالى: ﴿يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ [الفرقان: ٧٠]، يُعَوِّضه من الكُفْرِ إيمانًا، ومن الخِذْلَان توفيقًا (٣)، ومن الطاعة (٤) بَدَلًا من العِصْيَانِ.

وقيل: يُعْطَى بَدَلَ كُلِّ سيئة حَسَنَةً.

واستبعد هذا قَوْمٌ، ورَوَى في ذلك آخرون أحاديث لم تَصِحَّ، والذي صحَّ من ذلك أن العبد يأتي بالحسنات والسيئات، فإذا تاب من السيئات


(١) في (ز): وبأعراضها.
(٢) المتوسط في الاعتقاد -بتحقيقنا-: (ص ٣٨٩).
(٣) في (س) و (د): من التوفيق خذلانًا.
(٤) في (ص): والطاعة.