للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاقل، ومن قال ذلك من أهل الأصول والكلام فمصدره - كذا - غرض فاسد لتأسيس مذهب النواصب، وإثبات عدالة أعداء على وآل بيته الأطهار" (١).

وقوله هذا هُوَ هُوَ قول الرافضة في طعنها في الصحابة ، قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي : "فتعست الرافضة الذين ضَلَّلُوا أصحاب محمد صلوات الله عليه، ونَسَبُوا إليهم ما هم المبرؤون منه، المنزهون عنه، فإنها أرذل الأمم؛ إذ كل أمة سبقتنا على عنادها وضلالها واعتدائها على أنبيائها بالإذاية والتخويف وعلى شرائعها بالتبديل والتحريف عظَّمت أصحاب نبيهم على من بعدهم، فليس عند اليهود أفضل من أصحاب موسى، ولا عند النصارى أشرف من أصحاب عيسى، صلوات الله عليهما، ولا عند الرافضة أدنى من أصحاب محمد رسول الله ، أحرص على دنيا، ولا أهون لدين، ولا أسقط لحرمات الإسلام منهم، قاتل الله الرافضة أنَّى يؤفكون عن الحق بعد ما تبيَّن فهم لا يهتدون" (٢).

وانظر إلى قول الغماري لترى كيف يرمي كل من يُعَدِّلُ الصحابة ولا يَسِيرُ بسيره أو يرتضي طريقته؛ فكل هؤلاء عنده من النواصب؛ كائنًا من كان.

وممَّا يؤكد رافضيَّة الغماري ما ذكره في كلامه عن علي ، قال: "كان أكثر الصحابة يعادونه، ويحسدونه، ويبغضونه، ولكن الود كان


(١) الإقليد: (ص ٤٣٩).
(٢) المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٤٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>