للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البخاري وفيه: "أن النبي محا وكتب" (١)، فقيل له: وعلى من يعود قوله: "كتب (٢) "؟ فقال: على النبي، فقيل له: وكتب بيده؟ قال (٣): نعم؛ ألا ترونه يقول في الحديث: "فأخذ رسول الله الكتاب -وليس يُحْسِنُ يكتب- فكتَبَ: هذا ما قاضى (٤) عليه محمد رسول الله"، فأَعْوَلُوا عليه، وحملوا كل تكذيب وتعطيل عليه (٥)، وانتدب له (٦) جاهل من المقرئين (٧)، فأخبرني أبو محمد عبد الله (٨) بن أبي عصام (٩) بالمسجد الأقصى قال: "رأيتُه يصيح في المسجد الجامع ويُعْلِنُ بالزندقة إليه" (١٠).


(١) أخرج البخاري في صحيحه: كتاب الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان وفلان بن فلان وإن لم ينسبه إلى قبيلته أو نسبه، رقم: (٢٦٩٩ - طوق).
(٢) في (خ): وكتب.
(٣) في (ص): فقال.
(٤) في (ك) و (خ): قضى.
(٥) في (ص): إليه.
(٦) سقط من (ب) و (ك) و (خ).
(٧) في (خ): المقربين.
(٨) لم يرد في (ص).
(٩) لم أهتد إلى معرفته.
(١٠) قال الحافظ ابن دحية (التنوير في مولد السراج المنير: ق ٣٤٥ / ب - ٣٤٦ / أ): "ذَكَرَ عمر بن شَبَّةَ في كتاب الكُتَّابِ له: أن النبي كتب يوم الحديبية بيده، ونَحَا في قوله إلى أنه قصد الكتاب عالمًا به في ذلك الوقت، ولم يعلمه قبله، وأن ذلك من جملة معجزاته أن يعلم الكتاب من وقته، لأن ذلك خَرْقٌ للعادة، وقال بهذا القول بعض المحدثين؛ منهم: أبو ذَرٍّ الهروي، وأبو الفتح النيسابوري، والقاضي أبو الوليد سليمان بن خلف اللَّخْمِي المالكي الأندلسي، وصنَّف في ذلك كتابًا، وقيل: إنه كتب ذلك اليوم غير عالم بالكتابة ولا مُمَيِّز لحروفها؛ لكنه أخذ القلم بيده فخَطَّ له ما لم يميزه هو، فإذا هو كتابٌ ظاهرٌ =