للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك طَهَّرَ مُحَمَّدًا .

فإن قيل: فإن كان هذا تطهيرًا (١) لعيسى؛ فكيف لم يُطَهَّرْ يحيى بن زكرياء حتَّى (٢) تمكَّن منه الأعداءُ وتحكَّموا فيه بأشد أنواع العذاب؟

قلنا: إن الله سبحانه يعصم من شاء من الخلق من الذنوب والبلاء جميعًا، فمنهم من يجمع له العِصْمَتَيْنِ، ومنهم من يعصمه من البلاء خاصَّة، ومنهم من يعصمه من الذنوب خاصَّة.

فأمُّا الأنبياء فهم معصومون من الذنوب، على ما بيَّنَّاه في مواضع من (٣) هذا الكتاب.

وأمَّا العصمة من البلاء فإن البلاء على قسمين:

منها (٤): ما يكون من الله ابتداءً، كالأوصاب، والآفات البدنية والمالية.

ومنها: ما يكون على يَدَيِ الأعداء يُسَلِّطُهم (٥).

ولو شاء ربك (٦) لعَصَمَهُمْ، ولكنه فعَّال لما يريد، حكيم فيما يُدَبِّرُ (٧)، عَدْلٌ فيما يُنفِذ، مُتَفَضِّلٌ بما يَعْصِمُ.


(١) في (د): تطهير.
(٢) في (ك): حين.
(٣) سقط من (د).
(٤) في (ك): منه.
(٥) في (ك): بتسلطهم.
(٦) لم يرد في (ك).
(٧) في (د) و (ب): يريد.