كتاب سراج المريدين فى سبيل الدين

ولُطْفٌ جديد، وفضل حميد (١)، ولذَّةُ شراب (٢)، وكاساتُ مَحَابٍّ (٣)، وبَسْطُ قَلْبٍ، وطِيبُ وقت، وكمال أُنس، ودوام طَرَب، وتمامُ جَذَلٍ، لباسُهم حرير، وفُرُشُهم سُنْدُسٌ وإستبرق، فالأسماء الأسماء (٤)، والمعاني (٥) أعظم ممَّا تُعاين وتُعاني، ﴿لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ﴾ [المؤمنون: ١٦]، ولكن لا يشاؤون إلا ما يشاء، إرادتُه سبقت، هم فيها أبدًا مقيمون، لا يبرحون، ولا هم عنها يُخرجون، ولا هم فيها ينزفون، هذه حالهم فما ظنك بإمامهم (٦)؟

رَبَّنَا ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: ٧٤]، وقد تقدَّم بيانه (٧)، وهو: السَّادس والعشرون ومائة (٨)، وهي مَرْتَبَةٌ تُنال بالدُّعَاءِ لا بالدَّعْوَى، وإمامُ المتقين مُتَّقِي، ولكن حسناتهم (٩) في ميزانه، وأعمالهم من أعماله (١٠).

(١) في (ك) و (ص) و (ب): ومزيد، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته.
(٢) في (ب): محاب.
(٣) في (ب): شراب.
(٤) في النسخ: فالأسما الأسما.
(٥) في (د): المغاني.
(٦) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٣٠).
(٧) في السّفْرِ الثاني، عند اسم "العابد"؛ الصفة الثانية عشرة.
(٨) في (ك) و (ص) و (ب): المائة.
(٩) في (د): حسابهم.
(١٠) ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٦٥٢).