للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا قوله: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري" (١)، فهو من الأمثال البديعة التي ضَرَبَها النبي لله سبحانه، فلا تضربوا أنتم لله الأمثال؛ فإن الله يعلم وأنتم لا تعلمون، وفيه بديعة شنعاءُ من التوحيد بيَّنَّاها في "قانون التأويل" (٢) وغيره، ويكفيكم فيها ما قُرِنَ من الوعيد بها.

وبَرَّأَ (٣) من يُرِبدُ جَمال الثياب والنعال من الكِبْرِ إذا أطاع الحق (٤).

وأمَّا قوله: "إن الرجل ليذهب بنفسه حتى يُكْتَبَ (٥) من الجبَّارين" (٦)؛ فهو تحذير من التدرج (٧) بيَسِيرِ المُحَرَّم إلى كثيره، وتنبيه عن (٨) التوقِّي من محقرات (٩) الذنوب، فإن الخير عادة والشر لجاجة.

وقوله: "دخل الجنة من (١٠) برئ من الكِبْرِ" (١١)، يعني (١٢): دخلها في الزُّمْرَةِ الأولى، وقد بيَّنَّا ذلك في باب الوعيد من "كُتُبِ الأصول" (١٣)، إذ لا بدَّ لكل عَاصٍ مات على التوحيد من الجنة وإن أصابته النار بخطيئته (١٤).


(١) سبق تخريجه.
(٢) قانون التأويل: (ص ٢٧٥).
(٣) في (ب): براءٌ، وفي (د): وكذا.
(٤) بعده في (ك). و (ب): وعظَّم الخلق، وضرب عليها في (د).
(٥) في (ك) و (ص) و (ب): يراها، ومرَّضها في (د)، والمثبت صحَّحه بطرته.
(٦) سبق تخريجه.
(٧) في (ك) و (ص) و (ب): التذرع.
(٨) في (ك) و (ص) و (ب): على.
(٩) في (ك) و (ص) و (ب): لمحقرات.
(١٠) في (ص): حتى.
(١١) تقدم تخريجه.
(١٢) بعده في (ك) و (ص) و (ب): به، وضرب عليه في (د).
(١٣) ينظر: المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٤١٥).
(١٤) في (د): بخطئه.