للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الإمام الحافظ (١): فأمَّا جَرُّ الإزار فسخافةٌ قبل النظر في التحريم، قد نظر عُمَرُ وهو في (٢) بَرْحِه من جُرْحِه إلى غلام يجرُّ إزاره فقال له: "ارفع إزارك يا غلام، فإنه أبقى وأنقى وأتقى" (٣).

وقال : "إِزْرَةُ المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جُناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من ذلك ففي النار" (٤).

إذا أراد المُرِيدُ أن يعلم وجه النهي فلينظر إلى نفسه إذا جرَّها، فإنه يجد فيها عُلُوًّا، إن تمادى عليه صار عُتُوًّا.

وفي الصحيح: أن أبا بكر قال: "يا رسول الله، إني أحيانًا يسترخي إزاري، قال له: أرجو ألَّا تكون منهم، أو: لستَ منهم" (٥).

وهذا صحيح؛ فإنَّ من تعلَّق رداؤه بغير قَصْدِه لم يكن عليه في ذلك حَرَجٌ من فِعْلِه (٦).


(١) في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي ، وفي (ك) و (ب): قال الإمام الحافظ .
(٢) سقطت من (د).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة، قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان ، رقم: (٣٧٠٠ - طوق)، ولفظه فيه: "ارفع ثوبك؛ فإنه أبقى لثوبك، وأتقى لربك".
(٤) أخرجه الإمام مالك في الموطأ عن أبي سعيد الخدري : كتاب الجامع، ما جاء في إسبال الرجل ثوبه، (٢/ ٣٠٠)، رقم: (٢٦١٢ - المجلس العلمي الأعلى).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب اللباس، باب من جر إزاره من غير خيلاء، رقم: (٥٧٨٤ - طوق).
(٦) ألف ابن العربي في الإسبال جزءًا في عشرين ورقة، وجعل مسائله في أربعين مسألة، وأدرج فيه نحوًا من خمسين حديثًا، ينظر: القبس: (٣/ ١١٠٤).