للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: هو ألَّا يدَّخر خَوْفَ (١) غَدٍ.

وقيل: أن لا يسأل إلَّا الله؛ كما قال العبد الصالح: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: ٢٤].

المعنى: أنا محتاج إلى رِزْقِي الذي كتبته لي، فإن كان فأَوْصِلْه إليَّ، وارفع حاجتي به.

وقيل: هو الذي يتعرَّض ولا يُصَرِّحُ بالسؤال، كما تقدَّم.

السَّادسة: قد بيَّنَّا أنه لا يُناقض الزُّهْدَ قَبُولُ الخير من (٢) الدنيا إذا جاء، فقد كان الزهَّاد يقبلون عطاء الملوك، ومنهم من يَرُدُّه؛ وذلك إذا لم يخافوا أن يكون ثمنًا لدِينِهم كما تقدَّم، فإن صرَّح بالسؤال فليصدُق عن حاجته.

سمعتُ بجامع الخَلِيفَةِ بمدينة السَّلام رجلًا يقول: "أيُّها الناس؛ تروحون إلى الجمعة في كسوتها، وليس لها عندي شارة مستجدَّة، فكساه أبو طاهر النَّرنيني (٣) أثوابًا (٤) للجمعة، فخرج فيها (٥) للثَّانية" (٦).


(١) في (د) - أيضًا -: جور.
(٢) في (د) - أيضًا -: في.
(٣) في (ص): النرسي، وفي (د): البرسيي، وفي العارضة (٣/ ١١٠): المرسي، وفي جامع القرطبي (٤/ ٣٨٠): البرسني، ولم أعرفه حتى يمكنني أن أضبط اسمه، فالله أعلم به.
(٤) في (ص) و (ك): أحد التُّنَّاء، وأصلحها في (ص): أجدَّ الثياب، وفي جامع القرطبي نقلًا عن ابن العربي (٤/ ٣٨٠ - التركي): أخذ الثناء، وفي أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٢٤٠): لأخذ الثناء بها، وكلاهما تصحيف، يقال: هو من تُنَّاء تلك الكُورة، أي: أصله منها وفاضل من فضلائها، تاج العروس: (١/ ١٦١).
(٥) في (د) - أيضًا -: بها.
(٦) ينظر: القبس: (٣/ ١١٩٠)، والعارضة: (٣/ ١١٠).