للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسنى يُجْرَوْنَ، وكذلك قال الله تعالى: قل لهم (١): ﴿إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ [سبأ: ٤٦]، فإذا ظهر من المَدْعُوِّ العنادُ والإباءُ حينئذ يُقَابَلُ بالغلظة" (٢).

وقد (٣) قال بعض علمائنا (٤): "علَّمهما لقاءَ الأكابر وإن كانوا كُفَّارًا، فلهم رُتْبَةُ (٥) التسلط (٦) على عباد الله" (٧).

وبهذا استدلَّ جَمَاعَةٌ من الزهَّاد على رِفْقِ الله بالمؤمنين (٨) عند السؤال؛ فإنه إذا كان يُشْرَعُ الرِّفْقُ في سؤال الأعداء الكافرين، فذلك أحرى من لُطْفِه بالمؤمنين، فيكون ذلك عُنْوَانًا على سؤال الملك في القبر؛ فإنه إذا رَفَقَ بمن جَحَدَه، فأولى أن يَرْفُقَ بمن وَحَّدَه (٩).

ومن أحسن عبارة فيه قولُ بعضهم: "ألا ترى إلى رِفْقِه بمن قال: أنا، فكيف ترى رِفْقَه بمن قال: أنت" (١٠).


(١) في (س) و (ف): قال الله له.
(٢) لطائف الإشارات: (٢/ ٤٥٩).
(٣) سقطت من (س).
(٤) في (س) و (ف) و (ص): بعضهم، ومرَّضها في (د)، وما أثبتناه أشار إليه في (س).
(٥) في (د) و (ص): رِقْبَة.
(٦) في (ص): التسليط.
(٧) لطائف الإشارات: (٢/ ٤٥٩).
(٨) في (د): المؤمن.
(٩) لطائف الإشارات: (٢/ ٤٥٩).
(١٠) لطائف الإشارات: (٢/ ٤٥٩).