للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: عقل حاضر (١).

وقيل: قلب غير لَاهٍ، ولا مُشْتَغِلٍ بما لم يُنْدَبْ إليه.

﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ﴾، أي: أصغى إلى ما يُقال له بباطنه، ولم يكن حيران من خِلَطِ الدنيا، ولا سكران من شرابها؛ بل كان على نُورٍ من ربه، فهو في اعتبار واستبصار (٢).

ومن (٣) الحديث الصحيح: "قَلْبُ المؤمن بين أُصْبُعَيْنِ من أصابع الرحمن " (٤)، تارة يدفع عنها (٥) البلاء، ويُفيض عليها (٦) النعماء (٧)، وتارة يغمسها (٨) في الظلماء، وقَلْبٌ يُكْسِبُه النعوت الحميدة، وقلب يكسوه الصفات الذميمة، فهو الذي قال فيه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ (٩)، أي: يسَّرته لقبوله، وطهَّرته من تضليله.

ومن الحكمة المبثوثة في القراطيس: "إن القلوب أواني، فأوعاها للخير أنورُها، وأجلاها ما رَقَّ وصَفَا منها، وقَلْبُ الكافر إناءٌ منكوس، لا


(١) لطائف الإشارات: (٣/ ٤٥٦).
(٢) ينظر: لطائف الإشارات: (٣/ ٤٥٦).
(٣) في (د) أيضًا: في.
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه عن أنس بن مالك : أبواب القدر عن رسول الله ، باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن، رقم: (٢١٤٠ - بشار).
(٥) في (ص): عنه، وأشار إليه في (د) و (س).
(٦) في (ص): عليه، وأشار إليها في (د) و (س).
(٧) سقطت من (س).
(٨) في (د) و (س) - أيضًا -: يغمسه، وفي (ص): يغيبه.
(٩) ينظر: لطائف الإشارات: (٣/ ٤٥٦).