للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحِكْمَةُ في ذِكْرِهَا بلفظ (١) المُفاعلة ما فيها بين العبد وبين الشيطان (٢) من المنازعة، حسبما بيَّناهُ قبلُ في قوله : "قَعَدَ الشيطانُ لابن آدم (٣) في طريق الإيمان، وقعد له في طريق الهجرة؛ فقال له: أتهاجر وتَذَرُ أهلك وولدك ومالك، فخالفه فهاجر، إلى قوله: فحَقٌّ على الله أن يُدخله الجنة".

وفي (٤) أصل الهجرة التي نشأتْ (٥) عنه وجهان:

أحدهما: خَوْفُ المُحِقِّ من المُبْطِلِ على نفسه وأهله وماله.

والثاني (٦): قِلَّةُ المعين على الحق، وعَدَمُ القَابِلِ (٧) له، فيخرج إلى مَوْضِع يَأْمَنُ فيه (٨)، ويُبَلِّغُ، ويُقْبَلُ قولُه (٩) فينتشر، ويقومُ الحَقُّ، ويَشِيع الخير، وتعمُّ الطاعة، ويُتَّبَعُ (١٠)، ويُقضى فَرْضُ العبادة المستحقة لله سبحانه، وهذا ممَّا أجمعت عليه الأمة.


(١) في (س) و (ف): بمعنى.
(٢) في (د) و (ص): بين العبد والشيطان.
(٣) قوله: "لابن آدم" سقط من (س).
(٤) في (د) و (ص): وأصل الهجرة.
(٥) في (د) و (ص): تنشَّأت، وفي (ص): نشأت على.
(٦) في (د) و (ص) و (ز) و (س): أو قلة المعين، من غير قوله: والثاني، وما أثبتناه صحَّحه في (د).
(٧) في (د) و (ص): القائل.
(٨) سقطت من (د) و (ص).
(٩) سقط من (س) و (ص) و (ز).
(١٠) سقطت من (د) و (ص).