للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا قوله تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾، فجاؤوا فيها بالمعنى الوافي، قالوا: "حَقُّ الجهاد هو مُوَافَقَةُ الأَمْرِ في القَدْرِ (١) والوَقْتِ والنَّوْع، فإذا حَصَلَ في شيء منه مخالفةٌ لم يَنْطَلِقْ عليه اسمُ المجاهدة كمالًا ولا تحقيقًا" (٢).

والمجاهدةُ على أقسام: المجاهده بالنفس، والمجاهدة بالقلب، والمجاهدة بالجوارح، والمجاهدة بالمال (٣).

فالمجاهدةُ بالنفس (٤) أن لا يَدَّخِرَ شَيْئًا، وسيأتي تفسيرُ ذلك، وحالُ النبي وفِعْلُه فيه إن شاء الله، فإن ادَّخَرَ فليَبْذُلْهُ في طاعة الله، وليَتَحَمَّلِ المَشَاقَّ، ولا يَطْلُبِ الرُّخَصَ والاِرْتفَاقَ.

وأمَّا المجاهدةُ بالقلب فرَفْعُ الخواطر الفاسدة، ورَدُّ الوسوسة بذكر الله والاستعاذة، وقد سأل عن ذلك رَسُولَ الله حنظلةُ (٥)، وقد قال رسول الله (٦) (٧): "إن الشيطان يأتي أَحَدَكم فيقول: من خَلَقَ كذا؟ من خلق كذا؟ فيقول: الله، حتى يقول له: من خلق الله؟ فإذا وَجَدَ ذلك أحدُكم فليقل: لا إله إلا الله" (٨).


(١) في (د): القيمة.
(٢) لطائف الإشارات: (٢/ ٥٦٤).
(٣) ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٥٦٤).
(٤) في (س) و (ف): للنفس.
(٥) تقَدَّم تخريجه.
(٦) قوله: "رسول الله" لم يرد في (س) و (ص) و (ز) و (ف).
(٧) بعده في (س) و (ص) و (ز) و (ف): "ما تقدَّم"، وضرب عليها في (د).
(٨) تقدَّم تخريجه.